فالدعوة إلى الله جمعت المحاسن كلها، والأجور كلها، والفضائل كلها | ـــــــــــــــ قام بتفريغ المادة أحد إخواننا المتعاونين في تفريغ الخطب والمحاضرات |
---|---|
من أهمية التوحيد بعد ما تعرفنا على التوحيد فلا بد من وجود أهمية التوحيد فتظهر أهميته من خلال العديد من الأمور، فلأجله خلق الله الخلق، حيث قال تعالى في كتابه العزيز: {وما خلَقت الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}، وهو الفطرة التي فطر الله تعالى عليها خلقه جميعًا، وذلك من خلال الميل الفطري لعبادة الله، وإفراده بالخلق والتدبير والألوهية قبل أن تطرأ الأفكار الأخرى إلى عقول الناس التي تميل بفعل الشيطان و وسواسه، فمن أجل التوحيد أخذ الله المواثيق على بني آدم بعد أن أشهدهم على ربوبيته وألوهيته، ولأجل التوحيد بعث الله الأنبياء والمرسلين إلى العالمين لتصليح ما انحرف من الفطرة السليمة التي خلقهم عليها، فلأجله نزل القرآن الكريم، وإليه يدعو الداعية إلى الله تعالى، ومن خلاله يُعرف المؤمن من الكافر | |
---|---|
ويطوي بساط الباطل من حوله، ويؤيده بنُصرة غيبية من عنده، ويستجيب دعاءه، ويرزقه الجنة في الآخرة | وإذا عرف الناس كمال أسماء الله وصفاته، وكمال عظمته وقدرته، وسعة رحمته وعلمه، وعظمة آياته ومخلوقاته، وجزيل نعمه، آمنوا بالله وعظموه وأحبوه وأقبلوا على طاعته وعبادته |
وفي الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا إلى اليمن قال له: إنك تأتي قوما من أهل الكتاب —يعني بذلك اليهود والنصارى — فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، وفي رواية: إلى أن يوحدوا الله تبارك وتعالى ، فلا واجب على المكلفين أعظم من التوحيد علما وعملا ومن أدلته هذا النص وغيره فإن قوله: فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله مع قوله: إنك تأتي قوما من أهل الكتاب يعني أنهم أهل علوم وكتب وحجج، ومع ذلك أمرهم أن يدعوهم إلى إفراد الله بالعبادة لكونهم محتاجين إلى أن تبين لهم فإن منهم من يجهله أو يعلمه ولكن الشهوة تمنعه من ذلك، وحب المال والجاه والرياسة نعوذ بالله من الخذلان وفيه أنه لا يحكم بإسلام شخص إلا بالنطق بالشهادتين كما هو مذهب أهل السنة.
16