العلامة الثانية: نزول عيسى بن مريم عليه السلام؛ لقوله تعالى: { وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا | أمّا فيما يتعلّق بترتيب وتوالي حدوثها فبعضها قد ثبت به الدليل الشرعي؛ ومثال ذلك: بعث الدجال الذي يليه نزول عيسى ليقتله ثمّ يكون خروج ، وهناك أشراط غير مرتبةٍ ولا يُعلم ترتيبها إذ لا تترتّب أي أهميةٍ بمعرفة ترتيبها، إلّا أنّه من المعلوم أنّ ظهور العلامات الكبرى يكون بصورةٍ متتابعةٍ متقاربةٍ في الزمن؛ مصداقاً لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: الآياتُ خَرزاتٌ مَنظوماتٌ في سِلكٍ فإن يُقطعِ السِّلكُ يَتبعْ بعضُها بعضًا |
---|---|
فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل، ثم يدعو رجلاً ممتلئًا شبابًا فيضربه بالسيف، فيقطعه جزلتين رمية الغرض، ثم يدعوه فيقبل ويتهلّل وجهه يضحك، فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعًا كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدّر منه جمان كاللؤلؤ فلا يحلّ لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله، ثم يأتي عيسى ابن مريم قومًا قد عصمهم الله منه، فيمسح عن وجوههم ويحدّثهم بدرجاتهم في ، فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى أني قد أخرجت عبادًا لي لا يُدان لأحد بقتالهم، فحرز عبادي إلى الطور» رواه مسلم | وأمّا مكان خروج الدابة، فاختُلِفَ في مكان ذلك، فمنهم من قال: تخرج من جبل الصفا أو من المسجد الحرام ، وقال آخرون إن لها عدة أماكن للخروج، الأولى من أقصى البادية، ثم تختفي، ثم تخرج من بعض أودية تهامة، وهذا قول السخاوي طلوع الشمس من المغرب علامة ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع، قال تعالى: {يوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ}، وعند ظهور هذه العلامة يغلق باب التوبة وتُطفأ كل شهوات النفوس، فيؤمن الإنسان لأنّه عاين الأهوال كمن يُؤمن عند الغرغرة، وعدَّ ابن حجر أن طلوع الشمس من المغرب من أول علامات الساعة الكبرى السماوية |
الحشر يخرج من أرض اليمن نار تسوق الناس إلى المحشر، وتعد آخر علامة من علامات الساعة الكبرى، وبها تبدأ أول علامة تؤول بقيام القيامة ويحشر الناس في بلاد الشام واختُلف في مكان الحشر، ذهب بعضهم؛ كالبيهقي والغزالي، أن الحشر ليس في الحياة الدنيا وإنما هو في الآخرة عند الخروج من القبور، وذهب جمهور العلماء إلى أنه في الدنيا وقبل قيام الساعة.
17قال: لما سمّت لنا رجلاً فرقنا منها أن تكون شيطانة | قال سبحانه: «إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ وَإِذَا الجِبَالُ سُيِّرَتْ وَإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ وَإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ وَإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ وَإِذَا المَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ وَإِذَا الجَحِيمُ سُعِّرَتْ وَإِذَا الجَنَّةُ أُزْلِفَتْ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ» |
---|---|
تفصيلها يُقسِّم بعض العلماء علامات الساعة الكبرى إلى قسمين: علامات يراها المؤمنون | العلامة الرابعة: طلوع الشمس من مغربها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: « أتدرون أين تذهب هذه الشمس، إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخرّ ساجدة، فلا تزال كذلك حتى يقال لها: ارتفعي، ارجعي من حيث جئت |
يعتبر ابن باز من القضاه والفقهاء الذين لهم مكانة عظيمة وشأن في المملكة والعالم الإسلامي بأكمله.
13