استطاع العباسيون أن يزيحوا من دربهم ويستفردوا بالخلافة، وقد قضوا على تلك السلالة الحاكمة وطاردوا أبنائها حتى قضوا على أغلبهم ولم ينج منهم إلا من لجأ إلى ، وكان من ضمنهم ، فاستولى على ، وبقيت في عقبه لسنة | اشتعال الفتنة: أراد رءوس الفتنة أن يُشعِلوا الأمر أكثر وأكثر, حتى يجتثُّوا الدولة الإسلاميَّة من جذورها, فبدءوا يُكثرون الطعن على عثمان، ويكتبون هذه المطاعن المكذوبة والمفتراة, ويُرسلونها إلى الأقطار مُوَقَّعَةً بأسماء الصحابة افتراء على الصحابة, فيُوَقِّعُون الرسائل باسم طلحة بن عبيد الله, والزبير بن العوام, والسيدة عائشة y |
---|---|
أما عن ثالث الخلفاء الراشدين فكان ذا النورين عثمان بن عفان، وكان يشتهر بشدة حيائه وقدم الكثير من ماله في سبيل نصرة دين الله، ورابعهم كان ابن عم النبي علي بن أبي طالب، وقد كان شديد الإخلاص للرسول | مواقفه في الإسلام لا تعدّ ولا تحصى، فهو من الدعائم القويّة التي قام الإسلام عليها، ولذلك كان رضي الله عنه هو أوّل ، فلولا حكمته رضي الله عنه وإيمانه القويّ بالله تعالى لما صمد الإسلام بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم لبرهةٍ واحدة بالرغم أنّ مدة خلافته كانت أقصر مدّةٍ بين الخلفاء الراشدين الأربعة إذ تولّى الخلافة لمدة سنتين وثلاثة أشهر ونصف، فكان أوّل من ثبت على الإيمان بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم عندما تفاجأ الناس أجمعون، ومن ضِمنهم عمر بن الخطاب رضي الله الذي رفع سيفه يريد أن يقتل القائل حين سمع بخبر وفاة الرّسول صلى الله عليه ، فعندها قام أبو بكر الصديق وخطب في الناس فقال لهم: ألا من كان يعبد محمداً صلى الله عليه وسلم فإنّ محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت ، وتلى قوله تعالى وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ |
عثمان بن عفان عثمان بن عفان هو ابن أبي العاص بن عبد شمس بن عبد مناف من بني أمية من قريش، وكنيته أبو عبد الله وأبو عمرو، كان معروفاً بغناه ووفرة المال بين يديه، وكان شريفاً في الجاهلية، ولد ، وأسلم -رضي الله عنه- بعد البعثة بزمن يسير، وهو من كبار الصحابة الذين كانوا سبباً في عزة الإسلام، ومن أعظم أعماله زمن النبوة تكفّله بتجهيز جيش العسرة، استعداداً لغزوة تبوك في السنة التاسعة للهجرة، وكان قد تولّى أمر الخلافة بعد حادثة اغتيال عمر بن الخطاب؛ فهو بذلك ثالث الخلفاء الراشدين، حيث دعا عمر بن الخطاب بعد أنْ طُعِن ستة من ، وهم: علي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، وعبد الرحمن بن عوف، -رضي الله عنهم- ليختاروا خليفة للمسلمين من بينهم، فجعلهم أهلاً للشورى، واستقرّ الأمر في نهاية المطاف على عثمان -رضي الله عنه-، واستمرّت الفتوحات في عهده، حيث فتح المسلمون: أرمينيّة، وأذربيجان، وإفريقية وغيرها، وإليه يرجع فضل نسخ القرآن الكريم في مصحف واحد بمعرفة زيد بن ثابت وآخرين من الصحابة من حفظة القرآن الكريم، ثمّ أمر بإحراق ما سواه، وممّا يذكر أنّه اتّهم بتولية أصحابه وأقربائه على الأمصار، ومن ذلك عزله لعمرو بن العاص عن ، وتولية أخيه بالرّضاعة عبد الله بن سعد بن أبي سرح مكانه، فعظُم على أهل مصر عزل ابن العاص، وحصلتْ بعد ذلك فتنةٌ أدّتْ إلى محاصرة عثمان في داره، فطالبوه بالتّخلي عن الخلافة؛ فلما رفض دخلوا عليه داره، وقتلوه فيها ونهبوها، كما أغاروا على بيت مال المسلمين ونهبوه، وقد شكّلت حادثة مقتل عثمان انعطافاً في مسيرة التاريخ الإسلاميّ، حيث بدأت الفتن والثورات بالظهور، حيث قُتل بعد حصار دام شهرين، وكان عمره يومها اثنين وثمانين عاماً.
20ومكث الخوارج في النهروان بعيدًا عن الكوفة, وفي هذا التوقيت كان جيش الشام مستقرًّا دون خلاف مع معاوية بن أبي سفيان t | فالخلفاء الراشدون عليهم رضوان الله هم من المُبشّرين بالجنة، وهم الخلفاء الذين تولوا شؤون المسلمين بعد وفاة الرّسول صلى الله عليه وسلم إمّا بإجماع المسلمين أو بتنصيبٍ من الخليفة الذي سبقه، فابتدأت الخلافة الرّاشدة بخلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه الذي تولى الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرةً، ومن بعده انتقلت الخلافة إلى الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومن ثم إلى ذي النّورين عثمان بن عفان رضي الله عنه وبعده علي بن أبي طالبٍ كرّم الله وجهه، وهؤلاء هم الخلفاء الراشدون الأربعة الذين اتفقت الأمّة عليهم، ورأى بعض العلماء الآخرين أنّ الخليفة الرّاشد الأخير أو الخامس هو الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما والذي تولّى الخلافة بعد أبيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه لمدّة ستة أشهر، وقد ذهب هؤلاء إلى هذا القول استناداً إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكاً ، واكتملت الثلاثون سنةً التي أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم بخلافة الحسن بن علي رضي الله عنهما، كما أطلق الناس أيضاً على الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز بخامس الخلفاء الرّاشدين، وعمر بن عبد العزيز يرجع نسبه من أمّه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد قاموا بإطلاق هذا اللقب عليه لأنّه رحمه الله كان عدله كعدل ، فعاش الناس في عصره حياةً من الرفاهية والقوّة والعزّة للإسلام والمسلمين، وبحسب من يقولون أنّ الحسن بن علي هو خامس الخلفاء الراشدين يكون عمر بن عبد العزيز هو سادسهم |
---|---|
وكان لخروج الجيش إلى أطراف الشام فائدة كبيرة للمسلمين حيث فرَّت أمامه الجيوش الروميَّة في هذه المنطقة، فلم يَلْقَ قتالاً، فوجد بعض القبائل في هذه المنطقة ارتدَّتْ، فقاتلهم، وشتَّتَ شملهم، وهزمهم، وعاد بسرعة إلى أبي بكر الصِّدِّيق في المدينة، فأحدث بكل القبائل العربيَّة الموجودة في هذه المنطقة رهبة من المسلمين مما جعلهم يظنُّون أن للمسلمين قوَّة في المدينة، وأن هذا جزء صغير من الجيوش الموجودة فيها، فقرَّرَوا عدم الهجوم على المدينة وإيثار للسلامة، مع أنه لم يكن هناك جيش بالمدينة, فكان إنفاذه لجيش أسامة حكمة ألهمها الله لأبي بكر | استشهد رضي الله عنه على يد ثلاثة من الخوارج وهو خارج إلى صلاة الفجر، وبويع ابنه الحسن بن علي رضي الله عنهما على الخلافة |
إنشاء الدواوين: كان إنشاء الدواوين ضرورة لا بُدَّ منها؛ نظرًا لتدفُّق الأموال بكثرة على المدينة، بفعل اتِّساع رقعة الفتوحات, مما دفع عمر إلى التفكير في وضع نظام لإحصائها وتوزيعها، فأقام عمر بن الخطاب تنظيم الديوان في عام 20هـ على ثلاثة أسس هي: درجة القرابة والنسب من الرسول, والسابقون الأوَّلون في الإسلام, ودرجة الجهاد والبلاء والشجاعة والإقدام في سبيل نشر الإسلام.
11انتخاب الخليفة: استمرَّ اهتمام الفاروق بالأُمَّة ووَحدتها حتى اللحظات الأخيرة من حياته، فابتكر طريقة جديدة لانتخاب الخليفة؛ بأن جعل الشورى في عدد محصور من خيرة الصحابة، كلهم شهدوا بدرًا، ويصلحون لتولِّي أمر المسلمين, فعيَّنَ الفاروق t ستَّة رجال من أفضل صحابة رسول الله r مكانة، حتى يتشاور المسلمون في اختيار أحدهم خليفة، وهم: عثمان بن عفان, وعلي بن أبي طالب, والزبير بن العوام, وطلحة بن عبيد الله, وسعد بن أبي وقاص, وعبد الرحمن بن عوف y، وأمرهم أن يجتمعوا في بيت أحدهم ويتشاوروا، وفيهم عبد الله بن عمر يحضر معهم مشيرًا فقط، وليس له من الأمر شيء | من هو آخر الخلفاء الراشدين في الإجابة عن سؤال: من هو آخر الخلفاء الراشدين؟ يمكن القول إنَّ آخر الخلفاء الراشدين هو ابن عم النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أوَّل من أسلم من الصبيان الصحابيّ الجليل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- حيث بايع المسلمون عليَّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- خليفة رابعًا للمسلمين بعد وفاة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وبعض المؤرخين يعتبرون الخليفة وهو خليفة أموي وتابعي جليل خامس الخلفاء الراشدين لما شهدت فترة حكمه من عدل وتطبيق لحدود الله -سبحانه وتعالى-، ولكنَّ المعروف والمتفق عليه هو أنَّ علي بن أبي طالب هو آخر الخلفاء الراشدين الأربعة، وقد استمرَّ علي بن أبي طالب في الخلافة مدَّة خمس سنوات، من عام 35 حتَّى عام 40 هجرية تقريبًا، والله تعالى أعلم |
---|---|
فأرسل جيش إلى ، وأرسل جيش إلى | أما الجبهة الغربيَّة فكانت غزوات أهل الكوفة جهة الرِّيِّ وأَذْرَبِيجَان, فقد صار إلى الثغرَيْنِ عَشَرَة آلاف مقاتل من أهل الكوفة، ستَّة آلاف تَكُونُ بأَذْرَبِيجَان، وأربعة آلاف بالرِّيِّ، وكان بالكوفة في ذلك الوقت أربعون ألف مقاتل، وكان يذهب لهذين الثغرين منهم عشَرة آلاف مقاتل كلَّ سنة، فكان الرجل يُصِيبه في كل أربعة سنين غزوة، وكانت هذه الغزوات لتأييد الفتح الإسلامي في تلك البلاد والمحافظة على الثغور من أن ينتابها عدو، وإعادة مَن شقَّ العصا إلى الطاعة |
تولى عليّ الخلافة بعد استشهاد عثمان بن عفان، بعد إلحاح شديد من الصحابة عليه، اشتعلت في عهد ولايته العديد من الفتن التي كان لها الأثر الكبير على الخلافة الإسلاميّة، فحدثت في عهده معركتا الجمل وصفين رغماً عنه، فما كان يرغب بقيام المعركة، كما ظهر الخوارج في عهده، فاضطر إلى مواجهتم بالقتال في موقعة النهروان بعد أن تمّ إنذارهم ولم يستجيبوا.
9