بين يدي السورة:سورة البينة وتسمى سورة لم يكن مدنية، وهي تعالج القضايا الآتية:1- موقف أهل الكتاب من رسالة محمد صلى الله عليه وسلم | وما من عبدٍ يقرؤها بليل إِلا بعث الله ملائكة يحفظونه في دينه ودنياه، ويَدْعون الله له بالمغفرةِ والرّحمة |
---|---|
وسميت في أكثر المصاحف سورة القيّمة وكذلك في بعض التفاسير | وقد ذكر نظيرتها في غير البصري والشامي ونظيرتها فيهما إذا زلزلت والهمزة |
والتسجيل عليهم بأنهم شر البرية.
وسميت في بعض المصاحف سورة البيّنة | فَلَمَّا رَجَعُوا مِنْ الْحُدَيْبِيَة وَأَنْزَلَ اللَّه عَلَى النَّبِيّ سُورَة الْفَتْح دَعَا عُمَر بْن الْخَطَّاب فَقَرَأَهَا عَلَيْهِ وَفِيهَا قَوْله " لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِد الْحَرَام إِنْ شَاءَ اللَّه آمَنِينَ " الْآيَة كَمَا تَقَدَّمَ |
---|---|
البرية غير مهموز، إلا أن بعض أهل الحجاز همزها؛ كأنه أخذها من قول الله جل وعز برأكم، وبرأ الخلق، ومن لم يهمزها فقد تكون من هذا المعنى | أَلَا أُخْبِركُمْ بِخَيْرِ الْبَرِيَّة ؟ " قَالُوا بَلَى يَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " رَجُل فِي ثُلَّة مِنْ غَنَمه يُقِيم الصَّلَاة وَيُؤْتِي الزَّكَاة |
معظم مقصود السّورة:بيان تمرّد أَهل الكتاب، والخبرُ من صحة أَحكام القرآن، وذكر وظيفة الخلق في خدمة الرحمن، والإِشادة بخير البريّة من الإنسان، وجزاء كلّ أحد منهم بحسب الطَّاعة والعصيان، وبيان أَن موعود الخائفين من الله الرّضا والرضوان، في قوله:.
فإِن قرأها نهارًا أعطى من الثواب مثلَ ما أَضاءَ عليه النَّهار، وأَظلم عليه الليل»، فقال رجل: زدنا من هذا الحديث، فذكر سُوَرًا أُخرى قد بيّناها، وحديث علي: «يا علي مَنْ قرأ شهد له أَلف مَلَك بالجَنَّة، وله بكلّ آية قرأها مثلُ ثوابِ رجل أَطعم أَلْف مَريض شهوتَهم» | وأخرج ابن كثير عن أحمد بن حنبل بسنده إلى أبي حبّة البدري قال: «لما نزلت: إلى آخرها قال جبريل: يا رسول الله إن الله يأمرك أن تُقرئها أبيًّا» الحديث، أي وأبيٌّ من أهل المدينة |
---|---|
وذكر في الإِتقان أنها سميت في مصحف أبيّ سورة أهل الكتاب ، أي لقوله تعالى: البينة: 1 ، وسميت سورة البرية وسميت سورة الانفكاك | روَى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب: «إن الله أمرني أن أقرأ عليك: قال: وسمّاني لك؟ قال: نعم |
قال ابن عطية: إن النبي صلى الله عليه وسلم إنما دُفع إلى مناقضة أهل الكتاب بالمدينة.
11