والرياء شرك خفي ، فقد روى أحمد وابن ماجه عن أبي سعيد قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر الدجال فقال: ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من الدجال؟ قلنا: بلى، فقال: الشرك الخفي ، أن يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته لما يدرك من نظر رجل" وروى أحمد عن محمود بن لبيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر الرياء" | قال ابن عثيمين: إن الرياء قد يكون شركاً أكبر، وقد يكون شركاً أصغر، على حسب ما قام في قلب الفاعل، فمن فعل العبادة لمجرد الرياء فقط، فهذا مشرك شركاً أكبر؛ لأنه لم ينو لله تعالى إطلاقاً، ولا يريد التقرب إليه، إنما يريد التقرب إلى الناس فقط، ومن كان يريد الله عز وجل، لكن يحب أن يراه الناس حتى يمدحوه، فهذا رياء ولا يصل إلى الشرك الأكبر |
---|---|
وقال الدكتور صالح الفوزان -في جواب صوتي-: الرياء يكون شركا أكبر إذا كان من نوع رياء المنافقين، بأن يكون العمل لم يقصد به وجه الله أصلا، وإنما مقصود به الرياء فقط، فهذا شرك أكبر، شرك المنافقين |
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون، نشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى، 1421هـ - 2001م | قال : العمل من أجل الناس شرك ، وترك العمل من أجل الناس رياء، والإخلاص أن يعافيك الله منهما |
---|---|
وإيضاح أقوال العلماء المذكورة في هذه الآية أن الواجب الذي يلزم العمل به ، هو أن يكون جميع أفعال المكلف مطابقة لما أمره به معبوده جل وعلا ، فإذا كانت جميع أفعاله تابعة لما يهواه ، فقد صرف جميع ما يستحقه عليه خالقه من العبادة والطاعة إلى هواه ، وإذن فكونه اتخذ إلهه هواه في غاية الوضوح " انتهى من "أضواء البيان" | أما المسلم الموحد فقد يقع منه الشرك الأصغر وهو يسير الرياء بالنسبة إلى رياء المنافقين، كأن يرائي في قراءته أو في صلاته بعض الأحيان أو في طوافه أو في قراءته، أو ما أشبه ذلك، أو في أمره بالمعروف أو في دعوته إلى الله |
ومن المرائين من لا يقنع بقيام منزلته؛ بل يلتمس مع ذلك إطلاق بالثناء والحمد؛ ومنهم من يريد انتشار الصيت في البلاد لتكثر الرحلة إليه؛ ومنهم من يريد الاشتهار عند الملوك لتقبل شفاعته.
23وأما الرياء بالهيئة والزي فمثل تشعيث الشعر ، وإطراق الرأس في المشي ، والهدوء في الحركة ، وإبقاء أثر السجود على الوجه ، كل ذلك يراءى به | وأما الصلاة بخصوصها: فإن الرياء الخالص بالصلاة من أجل المخلوقين دون أي التفات إلى وجه الله سبحانه، لا يكاد يصدر من مسلم أصلا، ولو فرض أن مسلما صلى من أجل الناس فقط دون أي إرادة لوجه الله، فهذا شرك أكبر |
---|---|
من علاج الرياء اللجوء إلى الله تعالى والإلحاح في الدعاء أن يعيذك الله من الرياء، ومما ورد في ذلك حذر الإسلام من الرياء ووصفه بأنه شرك بالله تعالى، والواجب على المسلم أن يبتعد عنه ويجتنبه في جميع الأعمال والعبادات والطّاعات التي يقوم بها، ومن كان عنده شيء من الرياء عليه أن يعالج نفسه بعدة طرق منها: اللجوء الى الله تعالى والالحاح في الدعاء | وإن اتبع هواه ففعل صغيرة ، فهو عاص غير فاسق |