التعريف بسورة الكافرون تُعدُ سورة الكافرون من ، ونزلت بعد سورة الماعون، وقبل سورة الفيل، وتُسمَّى بسورة المُقشقشة؛ أي المُبرئة من الشِّرك كما ذكر سابقاً، وسورة العبادة، وسورة الدِّين، وعددُ آياتها ستةُ آياتٍ، كما تُسمَّى أيضاً بسورة الإخلاص | وفي هذا يقول القرآن الكريم عنهم في سورة الأنعام : { وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً |
---|---|
وبغير هذه المفاصلة سبيقي الغبش، وتبقى المداهنة ويبقي اللبس ويبقي الترقيع | فعبادتي غير عبادتكم ، ومعبودي غير معبودكم |
كي لا تبقي مظنة ولا شبهة ، ولا مجال لمظنة أو شبهة بعد هذا التوكيد المكرر بكل وسائل التكرار والتوكيد! والنصارى كانوا يقولون : عيسى ابن الله.
23أنا هنا وأنتم هناك ،ولا معبر ولا جسر ولا طريق!!! يا أيها الكافرون ناداهم بحقيقتم، ووصفهم بصفتهم | منهج يتجه بالإنسان إلى وحده لا شريك له ويحدد الجهة التي منها الإنسان ، وآدابه وتصوراته كلها عن وعن الوجود غير متلبسة في أية صورة من صوره الظاهرة |
---|---|
سيجزيهم بما كانوا يفترون ، وقالوا : ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ، ومحرم على أزواجنا ، وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء | سبب نزول سورة الكافرون يرجع السبب الرئيسي وراء نزول آيات سورة الكافرون إلى أن كفار قريش في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم كانوا قد طلبوا من نبي الله عليه الصلاة والسلام أن يقوم بعبادة الأصنام وتمجيد الآلهة التي يعبودنها هم لمدة سنة كاملة قبل ان يوافقوا على دخول دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، واشترطوا عليه في حال قام عليه السلام بقَبول هذا عرضهم هذا، فهم بدورهم سيقومون بقبول دعوة النبي عليه الصلاة والسلام وعبادة الله سبحانه وتعالى، لذلك أنزل الله سبحانه تعالى هذه الآيات لتمنع المسلمين وتحرم عليهم عقد أي اتفاقات أو مفاوضات مع المشركين يكون هدفها الرئيسي هو إدخال إله آخر في العبادة غير الله عز وجل فيصبحوا بذلك مشكرين بالله عز وجل، ولقد قام بعض من سادة قبيلة قريش أمثال أمية بن خلف، والوليد بن المغيرة والأسود بن المطلب بطلب اللقاء من سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وقالوا له بأنهم يريدون أن يجربوا عبادة الله تعالى مع استمرار بقائهم على عبادة اللات والعزى وهي آلهتهم في ذلك الوقت لفترة معينة، وأنه من الممكن أن يستمروا في عبادة الله إذا رأوا أن في ذلك الأمر خير لهم، وفي المقابل يجب أن يتوقف النبي عليه الصلاة السلام من تحريض المسلمين على عبادة الأصنام، ومنع القيام بسبّها وقدحها، بل ويجب أن يبدأ هو عليه السلام بعبادتها لمدة سنة كشرط أساسي، فأنزل الله سبحانه وتعالى على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام رداً ليقوله لهؤلاء الكفار الذين طلبوا منه هذا الفعل، وهو أن المسلمين لن يعبدوا هذه الأصنام والأحجار أبداً، كما طلب من النبي عليه السلام أن لا يطمع في إيمان مثل هؤلاء الكفار لأن الله سبححانه وتعالى يعلم تمام العلم بأن في قلوبهم الكفر راسخ، وهم لا يرغبون بأن يؤمنوا بالله عز وجل بالأساس، ولقد قتل هؤلاء المشركون في معركة بدر وهم ما يزالون على كفرهم وشركهك بالله عز وجل، وقتل البقية منهم في المعارك التي تلتها أيضاً |
وقالوا : هذه أنعام وحرث حِجر لا يطعمها إلا من نشاء ـ بزعمهم ـ وأنعام حرمت ظهورها ، وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه.
25إنما هو الآمر الذي لا مرد لأمره، الحاكم الذي لا مرد لحكمه | ما سبب نزول الآية الكريمة؟ نزلت هذه الآية في طائفتين من اليهود هما بني النضير وقريظة، وكانت إحداهما قد قهرت الأخرى، حتى اصطلحوا وارتضوا على أنّ كل قتيل قتلته طائفة الذليلة من طائفة العزيزة فديته 100 وسقًا، وكل قتيل قتلته العزيزة من الذليلة فديته 50 وسقًا، فقتلت الذليلة من العزيزة قتيلاً، فأرسلت العزيزة إلى الذليلة لكي تبعث لهم 100 وسق، والوسق هو الحِمل، ومقداره ستون صاعًا من الحبوب والثمار، فلم ترضَ الذليلة أن تعطي العزيزة الديّة، وكادت الحرب أن تقوم بين الطائفتين، فجعلوا الرسول صلى الله عليه وسلم حكمًًا بينهم، عندها علمت طائفة العزيزة أن حكمها ظالم، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم سيحكم بينهم ، وعندها دسّوا واحدًًا منهم ليعرف حكم النبي، فقالوا إن حكم بما نريد فسنرتضي لحكمه، وإن حكم بيننا بما لا نرتضي فإننا سنردّ حكمه، فلما جاؤوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، أخبره الله تعالى بأمرهم ومكيدتهم، فنزل قوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} |
---|---|
إن هذا القران العظيم لا ينتهي الحديث عنه وإنه لم يأت يكذب بعضه بعضاً بل يصدق بعضه بعضاً، وهذا التفصيل في هذه السورة مما يدلل على ذلك وكتابتنا موضوع عن سورة الكافرون مختصر تزيد اليقين لدينا بأن هذا الكتاب معجزة خالدة من الله تعالى | بكل أساليب النفس والجزم والتوكيد |