عروة بن الورد — هو واحد من اعظم شعرا العرب و لكنه للأسف من الطائفة المهمشة من الشعر العربي ، و قد عرف بنبل شخصيته و كرمه | لقب بعروة الصعاليك حيث جمع فيما بينهم وقادهم في الغارات ووزع عليهم الغنائم، فكان يسرق من الأغنياء لإطعام الفقراء والمساكين، ولا يغزو من أجل النهب والسلب، فأضفى على الصعلكة نوعًا من الاحترام والتقدير |
---|---|
زوجة عروة بن الورد زوجة عروة بن الورد هي سلمى الغفارية، وهي امرأة من بني كنانة، كانت تُكنَّى بأم وهب، وهي امرأة أصابها عروة حين أغار على أهلها، كانت سلمى الغفارية بكرًا فأعتقها عروة وتزوجها، وكانت راغبة به هي أيضًا، فعاش معها ما يزيد على عشر سنين، وأنجبت له ولدًا، وقد جاء ذكر سلمى امرأة عروة في شعره؛ حيث يُذْكَرُ أنَّ سلمى كانت تلوم زوجها عروة على ما يقوم به في غاراته، فإنَّه يعرِّض نفسه للخطر والموت في سبيل فقراء قومه، فيردُّ عروة بن الورد على زوجته التي لامته على أفعاله قائلًا: أَقِلّي عَلَيَّ اللَومَ يا بِنتَ مُنذِرٍ وَنامي وَإِن لَم تَشتَهي النَومَ فَاِسهَري ذَريني وَنَفسي أُمَّ حَسّانَ إِنَّني بِها قَبلَ أَن لا أَملِكَ البَيعَ مُشتَري أَحاديثَ تَبقى وَالفَتى غَيرُ خالِدٍ إِذا هُوَ أَمسى هامَةً فَوقَ صُيَّرِ لقد خلَّد عروة اسم زوجته في تاريخ الأدب العربي من خلال هذه الأبيات، وهو بهذا الحوار يرد عليها ويأمرها أن تنام وتستريح فيتوقف لومها له، أو أن تبقى ساهرة معه ولكن دون أن تلومه أبدًا، ثمَّ يشرح لها أسبابه التي تدفعه للمخاطرة بعمره، وأبرز هذه الأسباب هو رغبته في تخليد اسمه على ألسنة الناس بالذكر الحسن الحميد بعد موته | تناولت العديد من الأعمال الأدبية ذكر عروة أو أبياتًا من شعره نقدًا وتحليلًا، ومدح كثيرًا كقول عبد الملك بن مروان:" من قال أن حاتمًا أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد"، كما جسدت شخصيته وسيرة حياته في عدة أعمال فنية أبرزها مسلسل "عروة بن الورد" لعام 1978 من إخراج صلاح أبو هنود ومن بطولة الممثل الراحل أسامة المشيني، ومسلسل "عنترة بن شداد" حيث لعب دور عروة فيه الممثل مهيار خضور عام 2007 |
كان عروة بن الورد كريمًا شجاعًا، عُرفت عنه المروءة والفروسية، حتَّى قال عنه : "من قال إن حاتمًا أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد"، وقد جاء في لأبي فرج الأصفهاني عن عروة: "كان عروة بن الورد إذا أصابتِ النَّاس سنيّ شديدة تركوا في دارهم المريض والكبير والضعيف، وكان عروة بن الورد يجمع أشباه هؤلاء من دون الناس من عشيرته في الشدة، ثمَّ يحفر لهم الأسراب ويكنف عليهم الكنف ويكسبهم، ومن قوي منهم -إما مريض يبرأ من مرضه، أو ضعيف تثوبُ قوته- خرج به معه فأغارَ، وجعلَ لأصحابِهِ الباقين في ذلك نصيبًا، حتى إذا أخصب الناس وألبنوا وذهبت السنة ألحق كل إنسان بأهلِهِ وقسَّم له نصيبَهُ من غنيمةٍ إنْ كانوا غنموها، فربَّما أتى الإنسان منهم أهله وقد استغنى، فلذلك سُمّي عروة الصعاليك"، ولم تذكر المصادر تاريخًا صريحًا لميلاد عروة، ولكنَّ المتَّفق عليه أنَّ عروة توفي عام 607 ميلادية.
عروة بن الورد في الأدب هناك العديد من الأعمال الأدبية والتاريخية، التي تناولت شخصية عروة بن الورد العبسي، سواء كان بالعرض أو النقد أو التحلي، كما تم تجسيد شخصيته في مسرحيات ومسلسلات و | لقب بأمير الصعاليك، وبعروة الصعاليك، لأنه جمع بينهم ووحده كان يأمرهم |
---|---|
لم يصلنا من شعر عروة بن الورد سوى ديوان شعر صغير تناقله الرواه، حيث لم يكن الشعراء يهتمون بتدوين شعرهم في عصره، وأول النسخ المكتوبة التي ظهرت لديوان عروة بن الورد كانت باللغة الألمانية! عروة بن الورد وعنترة بن شداد كان عروة بن الورد وعنترة بن شداد من خيرة شعراء الجاهلية، عروة شاعر صعلوك وخير الشعراء الصعاليك، وعنترة صاحب معلقة من ، وشاعر من أبرز الشعراء العرب في العصر الجاهلي، ينتمي الشاعران إلى قبيلة عبس، وهما من فرسان العرب الأشداء، عاش عروة في البادية وأمضى حياته وهو يغير على الأغنياء ويسرق منهم ويعطي فقراء قومه، بينما عاش عنترة عبدًا في بدايات حياته قبل أن يصبح سيِّدًا وفارسًا من فرسان قومه، وقد شاءتِ الأقدار أن تخسر العرب في حرب واحدة رجلين وشاعرين وفارسين من خيرة فرسان العرب، حيث مات وعروة بن الورد في ، الحرب الطويلة التي قامت بين قبيلتي عبس وذبيان والتي راح ضحيتها خلق كثير من العرب في الجاهلية | وكانت كلمة صعاليك تطلق في تلك الفترة على المعدمين الفقراء الذين لا يملكون من حطام الدنيا أي شيء ، فكان يقوم بغارات على الأغنياء لكي يطعم الفقراء ، كان هذا هو الفكر الذي تبناه عروة بن الورد في محاولة منه لتوزيع الثروة بين الأغنياء والفقراء ، وقد حمل هذا الفكر في هذا الزمن في البادية وسطره في شعره عندما قال : لحا الله صعلوكًا إذا جن ليله مضى في المشاش آلفًا كل مجزرٍ يعد الفتى من دهره كل ليلة أصاب قراها من صديق ميسرٍ ينام عشاء ثم يصبح قاعدًا يحت الحصى عن جنبه المتعفرٍ يعين نساء الحي ما يستعنه فيضحى طليحًا كالبعير المحسر نسبه : هو عروة بن الورد بن زيد بن سفيان ناشب بن هريم بن لديم بن ربيعة بن عوف بن مالك بن غالب ، وزوجته سلمى الغفارية وعروة بن الورد شاعرٌ من بني عبس وفارس من فرسانها وهو أمير الصعاليك ، كان رجل قوي البنية طويل القامة حسن الملامح وذو شعر طويل لونه أسود كثيف |
أما أصدق الروايات فهي تحكي مقتله في إحدى غاراته من قبل رجلٍ من طيهة قبل الإسلام، وعن سنة وفاته بالتحديد فيوجد من وثقها قبل الإسلام ب26 عامًا؛ أي في 596م منهم: فانديك في "اكتفاء القنوع"، ومن وثقها في سنة 616م أي قبل الهجرة بمدةٍ قصيرة.
كرّم عروة أمه في أشعاره وكان شديد التعلق بها، وعلى الرغم من أنه كان يعيبها بأصولها النهدية التي أورثتها له من رقة القلب، حيث كانت والدته من قبيلةٍ عاشت في نهد التي اتصف رجالها بقلة شجاعتهم وضعف مروءتهم، إلا أنه مدحها بالأبيات وكان شديد الحدة مع أيٍ يحاول إهانة أصلها | عروة بن الورد واحد من أفضل الشعراء في ، و هو من شعرا عبس و أحد فرسانها ، و يعرف بالصعلوك النبيل |
---|---|
كان يسرق ليطعم الفقراء ويحسن إليهم | تميز شعر عروة بالبساطة والبعد عن التكلف والافتعال، فهو شاعر حر يرفض السلطة والتسلط ولذا فقد تمرد على الأسلوب الشعري السائد في عصره، فلم يقف على الأطلال ويبكي الديار ويستجدي بالمديح ويهجو القبائل المعادية، بل حرص على أن يكون لشعره رسالة إنسانية سامية تدعو إلى العدل الإجتماعي وترفض القهر والاستبداد والطبقية، رسالة فحواها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة للحق والعدل والحب والجمال والحرية |
وكانت تربطه علاقة صداقة مع عنترة بن شداد ، ولكن كان الاختلاف بينهما كبير لأن عنترة تربى كعبد وبمكان فقير وكان يتطلع لأن يكون بمكانة عالية بين قومه ، ولكن عروة ولد لعائلة من سادات القوم ولكنه كان متواضعًا كريمًا مساعدًا للفقراء ، وكان يخاطر بنفسه في تلك الغزوات التي يخرجها ليساعد الصعاليك.