فماذا أفعل لأكفر عن ذنبي، وهل فاتتني الصلاة لكبيرة ارتكبتها دون أن أدري؟ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالذي ننصحكِ به أيتها الأخت الفاضلة هو ترك ما تفعلينه أحياناً من صلاة العشاء بعد منتصف الليل، فإن بعض العلماء يرى أنها تكون قضاءً بعد منتصف الليل، وبعضهم يرى أنها تكون أداءً ولكن يأثم من يؤخرها إليه بغير عذر، والجمهور يرون أن تأخيرها إلى ما بعد منتصف الليل خلاف الأولى، وتكون الصلاة أداءً، وقد ذكرنا أقوالهم وأدلتهم مفصلة في الفتوى رقم: | هذه الرسالة وردت من المستمع عبد الكريم من الخفجي يسأل |
---|---|
والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد | فلا يجوز تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها لأن تعمد ذلك من كبائر الذنوب، بخلاف من نسي صلاة أو نام عنها غير عامد فهو معذور، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من نسي صلاة أو نام عنها فليصل إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك" رواه البخاري ومسلم |
فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أمر بالأذان ثم صلى الراتبة سنة الفجر ثم أمر بإقامة الصلاة بعد ذلك فصلى الفريضة، وننبه على أن الفجر والصبح اسمان لمسمى واحد فسواء قلت سنة الفجر أو سنة الصبح فكلاهما بمعنى، وسوءا قلت صلاة الفجر أو صلاة الصبح فكلاهما بمعنى كذلك | توجد للصَّلواتِ الخمس المفروضةِ راتبةٌ مُرتبطة بالصلوات الخمس المفروضة دلَّت عليها السُّنَّةُ النبوية الشَّريفةُ الوارِدةُ عنِ الرَّسولِ -صلى الله عليه وسلم-، وهذه ذاتُ أهمية وفوائدَ عظيمةٍ، ومن هذه الفوائد: أنها زيادة للحسناتِ، وفيها رفع للدَّرجاتِ، وتكفير للذَّنوبِ، ولذلكِ يجبُ الاهتمام والاعتناءُ بها، والحرص والمحافظةُ عليها، والعزم على عدم تركِها، فالرَّسولُ الكريم -عليه الصّلاة والسّلام- لم يترك هذه السُّننَ الرَّاتبة إلّا في الظروف الاستثنائية كالسَّفرِ، باستثناءِ ركعتيْ الفجر، فإنّ الرسول الكريم لم يكن يتركُها لا في حضر ولا في سَفرِ، ولصلاة الظُّهرِ أربعُ ركعاتٍ سنة راتبة؛ ركعتانِ قبلَ الفرض وركعتانِ بعدَه، وأمّا فالسنّة أن يصلي المسلم ركعتينِ بعدَها، ولصلاة المغربِ ركعتانِ فقط تُصلّيان بعدَها، وأما صلاةُ العشاءِ؛ فالسنة الراتبة لها ركعتانِ تصلى بعدَها، وبهذا يَتضحُ أنَّ بعضَ السُّنَنِ الرَّاتبة تُصلى قبلَ صلاةِ الفريضةِ؛ وذلك لِتهيئةِ المُصلّي لِلعِبادةِ قبلَ الدخول في الفرض، وبعضُ السنن الرَّواتبِ تُصلى بعدَها؛ لتكون بمثابة الجبر والتُعويض عما حصل من النقص في الصلاة |
---|---|