فعليه سد الباب والحذر من هذه المحدثات، ولكن بعض الناس كثرت عليه النعم، واجتمعت عنده الأموال فلا يدري كيف يتصرف فيها، لم يوفق في صرفها في طاعة الله، وفي تعمير المساجد ومواساة الفقراء وصار يلعب بها في هذه الأعياد وأشباهها | والأحاديث في هذا المعنى كثيرة |
---|---|
بينما يرى آخرون من المعاصرين تحريمها، وحجتهم ليست محصورة في مجرد أنها تشبه بالكفار، وإنما الحجة الأساسية أن الأعياد عندهم ليست من باب العادات المحضة التي يسوغ الإحداث، وإنما هي من باب الشعائر التي لا يجوز الإحداث فيها، فقد سئل الشيخ ابن عثيمين: عن حكم أعياد الميلاد؟ فأجاب بقوله: يظهر من السؤال أن المراد بعيد الميلاد عيد ميلاد الإنسان، كلما دارت السنة من ميلاده أحدثوا له عيدا تجتمع فيه أفراد العائلة على مأدبة كبيرة أو صغيرة، وقولي في ذلك أنه ممنوع، لأنه ليس في الإسلام عيد لأي مناسبة سوى عيد الأضحى، وعيد الفطر من رمضان، وعيد الأسبوع وهو يوم الجمعة، وفي سنن النسائي عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: كان لأهل الجاهلية، يومان في كل سنة يلعبون فيهما، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم، المدينة قال: كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد بدلكم الله بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم الأضحى | نبذة عن الإحتفال بعيد الميلاد |
والمشهور عند كبار العلماء تحريمه والنهي عنه وذم فعله ولهم مأخذان في ذلك: 1- أن الاحتفال بهذا اليوم من جنس الأعياد البدعية التي نهى عنها الشرع وقد دلت النصوص على أنه ليس في الاسلام إلا عيدان عيد الفطر والأضحى وهذا يقتضي تحريم ومنع الاحتفال بعيد آخر سواء كان عاما أو خاصا لما روى أبو داود عن أنس قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال ما هذان اليومان قالوا : كنا نلعب فيهما في الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر | فسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ |
---|---|
وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد أخرجه مسلم في صحيحه | فالرسل بعثهم الله مبشرين ومنذرين يدعون الناس لعبادة الله لا لأجل عبادتهم والغلو فيهم |
ثانيا: لا يجوز للمسلم الإحتفال بعيد إلا بالأعياد المشروعة المأذون فيها في ديننا وقد شرع لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عيدين عيد الفطر وعيد الأضحى.
17ووجه الاستدلال بالحديث أن الأعياد مرتبطة بالشعائر الدينية الخاصة بكل أمة، وها هو الرجل اليهودي رغم معرفته عظمة ذلك اليوم الذي نزلت فيه الآية إلا أنه لم يتخذ ذلك اليوم عيدا، ولو نزلت هذه الآية على نبي منهم لما ترددوا في جعل يوم نزولها عيدا | |
---|---|
رابعا: أن الإحتفال بعيد المسيح فيه نوع من إطرائه والغلو فيه والمبالغة في حبه وهذا ظاهر في شعائر النصارى في هذا اليوم | وقد أورد رحمه الله كثيراً من الأدلة في تأكيد مخالفتهم، ويتعين الاطلاع للزيادة من الاستفادة في الموضوع، نسأل الله أن يمسكنا بدينه ويبعدنا عن اتباع العادات والأهواء |