ودُعي له به على المنابر، وبدأت أولى وأهم مراحل ما سمي بالدولة العامرية بالأندلس والتي كانت هي آخر عناوين وحدة المسلمين في بلاد الأندلس والتي قامت على أنقاضها دولة ملوك الطوائف التي انتهى مع نهاية دولتهم الوجود الإسلامي في تلك البقاع | |
---|---|
راية واحدة منسية أرعبت جنود النصارى وعاشوا من أجلها فى ذعر ورعب وهلع!! لقد كانت قدرته على إدارة الجوانب التنظيمية والمالية للحملة، معترف بها على نطاق واسع ومكافأتها بعدها بأشهر بإعادة تعيينه على رأس دار سك الخلافة، وهو بداية نجاحه السياسي |
المؤسسة العربية للدراسات والنشر - تحقيق.
20!!! آثــاره تنبيـك عـن أخـباره … حـتى كأنـك بالعـيـان تــراه تالله لا يأتي الزمان بمثله … أبدًا ولا يحمي الثغور سواه على قبره في مدينة سالم بالثغر الأعلى بالأندلس كُتب البيتان السابقان ليخلدا ذكر ذلك الرجل الذي لم تعرف الأندلس مثله على امتداد تاريخها | وكان المؤيد معه صورة بلا معنى ، بل كان محجوبا لا يجتمع به أمير ولا كبير ، بل كان أبو عامر يدخل عليه قصره ، ثم يخرج فيقول : رسم أمير المؤمنين بكذا وكذا ، فلا يخالفه أحد ، وإذا كان بعد سنة أو أكثر ، أركبه فرسا ، وجعل عليه برنسا ، وحوله جواريه راكبات ، فلا يعرفه أحد |
---|---|
توفي بأقصى الثغور بالبطن سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة |
ثم ابن أبي عامر الشخصية القوية التي تتولَّى العديد من الأعمال، والتي يتكئ عليها جعفر المصحفي في كل عمل مهم، وهو كذلك متصل بصبح باعتباره كان وكيلاً لولدها هشام —الذي هو الخليفة الآن- ثم تولَّى النظر على شئون الخاصة | فوقّع على اسمه أنه لا سبيل الى إطلاقه ابداً ويظل فى السجن الى أن يتوفاه الله , وعرف هذا الخادم ما وقّع عليه المنصور بن أبى عامر , فاغتم لذلك غما شديدا وأخذ يتوسل الى الله ويتضرع اليه , فجاء المنصور بن أبى عامر الأرق ولم يستطع النوم من أجل ذلك , وكان كلما حاول النوم آتاه رجل كريه الوجه عنيف الكلام يأمره أن بإطلاق الرجل ويتوعده , وظل المنصور على ذلك زمن لا يستطيع أن ينام بسبب ما يأته فى منامه , حتى علم المنصور أن هذا نذير من ربه فأخذ رقعة ودعا بالدواة فى مرقده وعلى فراشه فكتب : هذا طليق الله على رغم أنف ابن أبى عامر |
---|---|
ومن أروع الأمثلة التى ضربها المنصور بن أبى عامر فى العدل وعدم الرفق بأهل الغدر والظلم , ما حدث مع ابنه عبد الله بن المنصور بن أبى عامر حين لجأ الى ملك ليون وأراد أن يساعده فى الخروج على أبيه وشق عصا الطاعة وعزل أبيه , فكان ماكان من المنصور إلا أن أمر ملك ليون بتسليم ابنه , فسلمه ابنه عبد الله , وقام بضرب عنقه جزاء خيانته , ولم تأخذه به رأفة ولا رحمة!!!! ولم تدرك قشتالة أنها خدمت في هجومها هذا مصلحة المنصور، ونقلته إلى القمة بشكل غير مباشر | وهكذا انتهي الأمر بقتل مرشح الصقالبة، وتنصيب ولي العهد هشام خلفًا لأبيه |
فعندما يصل جيش المنصور إلى منطقة بحرية تقوم السفن بالاصطفاف خلف بعضها لبناء جسر يعبر من خلاله الجيش لتوفير وقت بناء الجسور ، و بعد أن ينتهي عبور الجيش تتجه السفن للعائق البحري التالي لتفعل نفس الشيء، وصلت الأخبار لمدينة سانت ياقب، ففروا من مدينتهم خوفا بسرعة تساوي سرعة جيش المنصور، وتركوا خلفهم العديد من الغنائم، وبعد فتح المدينة عام 387هـ وبعد مسيرة 40 يوما، أمر الحاجب المنصور ألا تمس الكنائس ولا القبر بأي سوء».