ويُمكننا أن نلخص سورة الكهف بأنّها منهج تغيير وإصلاح، ينبغي أن تنتهجه في حياتك، المنهج الذي يبني المسلم وفكره وسلوكه، ويهدف إلى جعلكَ صالحًا في نفسكَ مصلحًا لغيركَ | مميزاتها من مميزات سورة الكهف كثرة أفعال الحركة فيها من قبيل فانطلقا، فآووا، ابنوا، بلغا، جاوزا، الخ |
---|---|
{ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا } أي: لن تجد من دون ربك، ملجأ تلجأ إليه، ولا معاذا تعوذ به، فإذا تعين أنه وحده الملجأ في كل الأمور، تعين أن يكون هو المألوه المرغوب إليه، في السراء والضراء، المفتقر إليه في جميع الأحوال، المسئول في جميع المطالب | والحديث : ضعيف جدّاً أو موضوع |
فقالوا لهما: اسألوه أولا عن فتية ذهبوا في الدهر الأول فإنهم قد كان لهم حديث عجَبٌ | فضلها لسورة الكهف مكانة عظيمة وفضل جليل يناله المسلم بقراءتها والمواظبة عليها |
---|---|
ولا شكّ أنّ في قصّة موسى مع الخضر الكثير من العِبر التي يُستفاد منها، ومنها: أنّ وما يحمله من سَعة يُحتِّم على الإنسان أن يطلبه، كما تُظهر القصة الأدلّة على ، ومن أبرزها إحياء الموتى، ولا بُدّ من الإشارة إلى أنّ القصّة حملت ركيزة أساسيّة في الحياة؛ ألا وهي أنّ الاعتذار وقبوله من الفضائل التي على الإنسان أن يتّصف بها، كما أنّ على المؤمن أن يتمسّك ويعتصم بما يُبعده عن فِتنة العِلم، ويحميه منها، النفس بما تملكه من عِلم؛ فقد قال -تعالى-: قالَ سَتَجِدُني إِن شاءَ اللَّـهُ صابِرًا وَلا أَعصي لَكَ أَمرًا ؛ والله -عزّ وجلّ- هو صاحب العِلم المُطلَق بكلّ شيء من ظواهر الأمور وبواطنها | ففي هذه السورة قصة أصحاب الكهف وهم فتية آمنوا بربهم ودعوا الناس إلى توحيده، لكن رفض الناس لدعوتهم أشعرهم باليأس والعجز، فآووا إلى أحد الكهوف وضرب الله على آذانهم فمكثوا نائمين في الكهف ثلاث مائة وتسع سنين |
ومنها: جواز أكل الطيبات، والمطاعم اللذيذة، إذا لم تخرج إلى حد الإسراف المنهي عنه لقوله { فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ } وخصوصا إذا كان الإنسان لا يلائمه إلا ذلك ولعل هذا عمدة كثير من المفسرين، القائلين بأن هؤلاء أولاد ملوك لكونهم أمروه بأزكى الأطعمة، التي جرت عادة الأغنياء الكبار بتناولها.
1وقال الشيخ الألباني : موضوع ، انظر حديث رقم : 5759 في " ضعيف الجامع " | سُنَن وفضائل يوم الجُمعة تترتّب العديد من الفضائل على يوم ، فله مكانةٌ عظيمةٌ في قلوب المسلمين؛ فهو يوم عيدٍ، وقد اختصّ الله -تعالى- به أمّة محمّدٍ -عليه الصلاة والسلام- عن غيرهم من الأُمم، وقد بَيَّن ذلك الإمام مسلم في صحيحه بِما رواه أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: نَحْنُ الآخِرُونَ، ونَحْنُ السَّابِقُونَ يَومَ القِيامَةِ، بَيْدَ أنَّ كُلَّ أُمَّةٍ أُوتِيَتِ الكِتابَ مِن قَبْلِنا، وأُوتِيناهُ مِن بَعْدِهِمْ، ثُمَّ هذا اليَوْمُ الذي كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْنا، هَدانا اللَّهُ له، فالنَّاسُ لنا فيه تَبَعٌ، اليَهُودُ غَدًا، والنَّصارَى بَعْدَ غَدٍ ، وما رواه حُذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- بما يتعلّق في تفرّد المسلمين بيوم الجُمعة، فقال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: أضَلَّ اللَّهُ عَنِ الجُمُعَةِ مَن كانَ قَبْلَنا، فَكانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وكانَ لِلنَّصارَى يَوْمُ الأحَدِ، فَجاءَ اللَّهُ بنا فَهَدانا اللَّهُ لِيَومِ الجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الجُمُعَةَ، والسَّبْتَ، والأحَدَ، وكَذلكَ هُمْ تَبَعٌ لنا يَومَ القِيامَةِ، نَحْنُ الآخِرُونَ مِن أهْلِ الدُّنْيا، والأوَّلُونَ يَومَ القِيامَةِ، المَقْضِيُّ لهمْ قَبْلَ الخَلائِقِ ، كما تفرّد يوم الجُمعة عن غيره من الأيّام بالعديد من الخصائص؛ فقد روى -رضي الله عنه- أنّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: خَيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيهِ أُخْرِجَ مِنْها، ولا تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا في يَومِ الجُمُعَةِ ، ويُستجاب الدُّعاء يوم الجُمعة في ساعةٍ اختصّها الله -تعالى- لعباده، جعلها لقبول الدُّعاء، وقضاء الحاجات، فقد أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَكَرَ يَومَ الجُمُعَةِ، فَقالَ: فيه سَاعَةٌ، لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وهو قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شيئًا، إلَّا أعْطَاهُ إيَّاهُ وأَشَارَ بيَدِهِ يُقَلِّلُهَا |
---|---|
ومع ذلك فهذا الأجر الحسن { مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا } لا يزول عنهم، ولا يزولون عنه، بل نعيمهم في كل وقت متزايد، وفي ذكر التبشير ما يقتضي ذكر الأعمال الموجبة للمبشر به، وهو أن هذا القرآن قد اشتمل على كل عمل صالح، موصل لما تستبشر به النفوس، وتفرح به الأرواح | وستعود الأرض صعيدا جرزا قد ذهبت لذاتها، وانقطعت أنهارها، واندرست أثارها، وزال نعيمها، هذه حقيقة الدنيا، قد جلاها الله لنا كأنها رأي عين، وحذرنا من الاغترار بها، ورغبنا في دار يدوم نعيمها، ويسعد مقيمها، كل ذلك رحمة بنا، فاغتر بزخرف الدنيا وزينتها، من نظر إلى ظاهر الدنيا، دون باطنها، فصحبوا الدنيا صحبة البهائم، وتمتعوا بها تمتع السوائم، لا ينظرون في حق ربهم، ولا يهتمون لمعرفته، بل همهم تناول الشهوات، من أي وجه حصلت، وعلى أي حالة اتفقت، فهؤلاء إذا حضر أحدهم الموت، قلق لخراب ذاته، وفوات لذاته، لا لما قدمت يداه من التفريط والسيئات |
{ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا } أي: وأنزل الله على عبده الكتاب، ليبشر المؤمنين به، وبرسله وكتبه، الذين كمل إيمانهم، فأوجب لهم عمل الصالحات، وهي: الأعمال الصالحة، من واجب ومستحب، التي جمعت الإخلاص والمتابعة، { أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا } وهو الثواب الذي رتبه الله على الإيمان والعمل الصالح، وأعظمه وأجله، الفوز برضا الله ودخول الجنة، التي فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
17