وهذا التَّظالم الذي يقع بين الناس، وهذا العدوان بأنواعه: أكل أموال الناس بالباطل، أو الوقيعة في أعراضهم، أو غير ذلك، هو بسبب نقص إسلامهم وإيمانهم، وإلا فالمسلم مَن سلم المسلمون من لسانه ويده، فهذا الذي لا يسلم المسلمون من لسانه ويده إسلامه يكون ناقصًا | هذه إذا انتفى الأمنُ الناس لا يستطيعون أن يذهبوا: لا لحجٍّ، ولا لعمرةٍ، ولا لجمعةٍ، ولا لجماعةٍ، الناس الآن في البلاد التي يعمّ فيها الخوف -كما نُشاهد- لا يُصلون الجمعة في بعض الأحيان، لا يستطيعون، فيذهب الذَّاهبُ ولا يرجع، لا يستطيع أن يذهب الواحدُ منهم للمدرسة، أو للجامعة، الأولاد يذهبون ويُخطفون |
---|---|
أما بعد: فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال: الله أكبر اللهم أهله علينا بالأمن، والإيمان، والسلامة، والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضى | اللهم أهله علينا بالأمن والأيمان والسلامة والإسلام والعافية المجللة ودفاع الأسقام والعون على |
فكان صلى الله عليه وسلم يُردِّد هذا اثنتي عشرة مرَّة في السنة، وكأنه يستفتح كل شهر بطلب البركة فيه، والثبات على الدين، وهو في نفسه يحثُّ المسلم على رصد الهلال وملاحظته؛ لأن هناك عبادات مرتبطة بمعرفة أول الشهر؛ كصيام الأيام البيض أوصيام عاشوراء أو غير ذلك.
14قوله: أهلَّه أي: أطلعه علينا، وأرنا إياه؛ والمعنى: اجعل رؤيتنا له مقترناً بالأمن والإيمان | فلاحظوا في هذا الدُّعاء، أو في هذا الذكر وما اشتمل عليه من البداية: اللهم أهلّه علينا بالأمن يدلّ على أهمية الأمن، وأنَّه أمر أساس في حياة الناس، ومعاشهم، وأديانهم؛ لأنَّه لا تتحقق لهم الضَّرورات الخمس التي جاء جميعُ الرسل -عليهم الصَّلاة والسَّلام- لتقريرها، وأجمعوا عليها جميعًا إلا بالأمن |
---|---|
ذكر الله سبحانه و تعالى في كتابه القرآن الكريم إن جميع المخلوقات في الكون تعبده و تسبح بحمده ، قال سبحانه و تعالى : {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} الإسراء الآية:44 | قوله: والسلامة أي: السلامة عن آفات الدنيا والدين |