إذا نستفيد بأن الإحسان أمر ضروري للمسلم، وسنفهم ذلك أكثر عندما نذكر لاحقا بأن هذا الأمر أكبر من مجرد أمر تكميلي يفعله المسلم، وإنما هو أمر ضروري ومأمور به | و الإنْعَام لا يكون إلَّا لغيره |
---|---|
وإنَّما أمر سبحانه بالمجادلة الحسنة لكون الدَّاعي محقًّا وغرضه صحيحًا، وكان خصمه مبطلًا وغرضه فاسدًا | قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: العبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوالوالأعمال الظاهرة والباطنة |
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: الإحسان هو التفضّل.
وبالتالي كان لزاما الاهتمام بهذا الأمر اهتماما جادا | وبالتالي نجد في المعنى اللغوي تقارب معنى الإحسان من الجودة، أما المعنى الاصطلاحي لكلمة الإحسان فقد فسّرها كثيرون، وأميل أنا إلى التعريف الذي يقول بأن الإحسان هو فعل الشيء على أكمل وجه |
---|---|
والنوع الآخر هو الإحسان في حقوق الخَلْق؛ وهو الإخلاص للعباد، بتقديم ما يمكن تقديمه من خيرٍ لهم، وهم بحاجة إليه، وهذا الإحسان يتفاوت بتفاوت المحسَن إليهم، وبحسب إيمان المحسِن وإخلاصه، فالإحسان إذًا هو إحسان العبد في عبادة الله تعالى؛ بأنْ يتقرّب إليه بالعبادة كأنّه يراه، فإن لم يكن يراه، فإنّ الله -تعالى- يراه، وإحسان العبد في حقّ عباد الله تعالى، يكون بالإخلاص وببذل المعروف لهم، من قولٍ أو فعلٍ أو مالٍ أو جاهٍ أو أيّ شيءٍ آخر | وهو يستحق ، ويستدعى ، يؤدي إلى أداء الله تعالى ، ويؤدي ذلك عليها ، مع ما يحبه الله في أدائه ، بحيث يكون الخادم مملوء بعظمة الله تعالى |
قَالَ : فأَخْبرني عَنِ الإحْسَانِ | الفرق بين الإحسان والإيمان الفرق بين الإحسان والإيمان جاء فيما رواه أمير المؤمنين رضي الله عنه في حديث طويلٍ جاء فيه تعريفهما والفرق بينهما؛ حيث قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجلٌ شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإسلام أن تَشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتُقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت، إن استطعت إليه سبيلا قال: صدقت، قال فعجبنا له، يسأله ويصدقه، قال: فأخبرني عن الإيمان، قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره، قال: صدقت، قال: فأخبرني عن ، قال: أن تعبد الله كأنّك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، قال: فأخبرني عن الساعة، قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، قال: فأخبرني عن أمارتها، قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاةَ العراة العالة رعاء الشاء، يَتطاولون في البنيان، قال ثمّ انطلق، فلبثت ملياً، ثم قال لي: يا عمر: أتدري من السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنّه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ، في هذا الحديث النبوي بيانٌ الذي يُقصد به القيام بأعمالٍ مَخصوصة على من دَخَل في دين الإسلام، وبيان أنّ الإيمان هو التصديق بكلّ ما جاء به رسول الله- عليه الصلاة والسلام- على أنّه الحقّ والصدق، وبيان أنّ يرتفع إلى درجة أعلى من الإيمان لأنّه عبادة الله سبحانه مع اعتقادٍ وثيقٍ بأنّ الله سبحانه مُطّلعٌ على أعمال وحركات وسكنات وأفعال العبد وأقواله، أي وكأنّ العبد يَرى الله أمام عينيه، فلا يُمكنه الوقوع في المعاصي خوفاً من الله، فإن لم يَكن العبد يرى سبحانه عياناً فإنّ الله عزّ وجلّ يراه ويرى أعماله فيستحي من رؤية الله له فيَرتدع عن المَعصية وهذا أعظم الإيمان |
---|---|
معنى الإحسان الإحسان في اللغة في اللغة : مصدر حَسُنَ، والإحسان ضدّ الإساءة، والفرق بين الإحسان وبين الإنعام أنّ الإحسان يكون لنفس الإنسان وغيره، أمّا الإنعام فلا يكون إلا لغيره | أما في السنة النبوية، فقد وردت كلمة الإحسان في حديثين صحيحين هما، الأول: عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله كَتَبَ الإحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإذَا قَتَلْتُم فَأحْسِنُوا القِتْلَة ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأحْسِنُوا الذِّبْحَةَ ، وَليُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَه، وَلْيُرِح ذَبِيحَتَهُ" |
إلا أن بعض الآباء والأمهات قد يجدون صعوبة في غرس هذه الفضيلة في أبنائهم عمليًّا، لهذا سنقدم لكِ بعض الخطوات التي يمكنك تطبيقها مع الأبناء لتشجيعهم على العطاء وتنمية شعورهم بمن حولهم.
7