لم يكن عندي خدين قيل لي إن ابن عمي في عداد الميتين وأخي الأكبر في منفاه، والثاني سجين لكنِ الدمعة في عين أبي سر دفين كان رغم الخفض مرفوع الجبين غير أني، فجأة، شاهدته يبكي بكاء الثاكلين! فهو يقول صراحة: «أنا لا أشبه إلا بقبح القسمات» | وَلَستُ ألومُهُ أبَداً فَرُبَّ خِيانَةٍ عُذرُ! أشعر بأنّه تكلم عن كل علّة ألمت بي في السنين الماضية |
---|---|
هاجر أحمد مطر إلى الكويت هارباً من مطاردة حكومة بلادة، وفي الكويت عمل كـ محرراً في جريدة «القبس» وكان ينشر قصائده من خلال صحيفة القبس التي باركت انطلاقته الشعرية، وسجلت لافتاته دون خوف | عمل محررًا ثقافيًا في صحيفة القبس الكويتية بعد انتقاله إلى الكويت، وأستاذًا للصفوف الابتدائية في مدرسةٍ خاصة وذلك في منتصف العشرينات من عمره، ومضى يُدوّن قصائده، وسرعان ما أخذت طريقها إلى النشر، فكانت "القبس" الثغرة التي أخرج منها رأسه، وباركت انطلاقته الشعرية الانتحارية، وسجّلت لافتاته دون خوف، وساهمت في نشرها بين القرّاء |
وبسبب قسوة الحياة والظروف القاهرة التي كان يعيشها مطر، تعثّر في دراسته، ولأنّه أُحبط لجأ إلى الكتاب هربًا من واقعه، فزوده برصيدٍ لغوي انساب زادًا لموهبته، وأضافت لزاده هذا تلك الأحداثُ السياسية التي كان يمر بها وطنه، وهو أمرٌ جعله يلقي بنفسه في دائرة السياسة مرغمًا، بعد أن وجد أنّ الغزل والمواليد النبوية لا ترُضي همته، فراح يتناول موضوعات تنطوي على تحريضٍ واستنهاضٍ لهمم الناس للخلاص من واقعهم المرّ.
13وفاة أشقاء أحمد مطر فقد الشاعر أحمد مطر في مستهل شبابه اثنان من أشقاءه، واحدً منهم في حادث سيارة مفتعل والآخر تم شنقه ظُلمًا في خضم الأحداث في العراق في ستينات القرن الماضي | أم الرهين الممتهن؟ أم سجننا المسجون خارج الزمن ؟! يصبِحُ اللّصُّ بأوربا مديراً للنوادي، وبأمريكا، زعيماً للعصابات وأوكار الفسادِ، وبأوطاني التي من شرعها قطع الأيادي، |
---|---|
رد بصوت لا يبين: ولدي مات أمير المؤمنين نازعتني حيرتي قلت لنفسي: يا ترى هل موته ليس كموت الآخرين؟! تلك التي تكتب بالممحاة، وتقدم للناس فراغاً خالياً محشواً بكمية هائلة من الخواء، وللإعلاميين أقول: احذروا أن تعبثوا بالحقائق، واحذروا بلع أطراف الحروف، فالكلمة حساسة جداً، يمكن تحويلها بلمسة بسيطة غير مسؤولة، من أداة إحياء إلى أداة قتل |
قَلّبَ المَسؤولُ أوراقي، وَقالْ: اجتنب أيَّ عِباراتٍ تُثيرُ الانفِعـالْ كذلك قال أحمد مطر في أحد أشعاره: قِفوا ضِدّي دَعُوني أقتفي وَحْدي، خُطى وَحْدي! وأحمد مطر هنا يشير إلى قصيدة الجواهري رسالة إلى أبي هُدى وهي قصيدة نشرتها جريدة الثورة تحت عنوان رائعة الجواهري، ومطلعها نبأت أنك توسع الأزياء عتا واعتسافا.
19وَلا ليَ بَعدَها حِزبُ يُسَدِّدُ زَنْدُهُ زَندي | |
---|---|
و ثم مع اشتعال الأحداث السياسية في بلده العراق أصبح يميل إلى الحديث في السياسة عن طريق ما يتفوه من شعر فراح يتناول موضوعات تنطوي على تحريضٍ واستنهاضٍ لهمم الناس للخلاص من واقعهم المرّ |
أخوكم الداعي لكم قوس قزح ملحوظة: كل الذي سمعته عن مرضى الضغط والسكرِ.
21