وفي الآية الأخيرة، وفيها أمر المؤمنين بأن لا يتخذوا الذين غضب الله عليهم أي الكفار أصدقاء وأخلاء، قد يئسوا من ثواب الله في الآخرة، كما يئس الكفار من أصحاب القبور، لاعتقادهم عدم البعث | يحكي أحد المشايخ تجربته مع قراءة وتدبر سورة الممتحنة فيقول: وجدت مقصدها في الآية الأولى، وهو النهي عن اتخاذ أعداء الله أولياء أو إظهار المودّة لهم، لأنهم هم من كفر بالحق وبدأ بالعداوة وإخراج المؤمنين من ديارهم |
---|---|
جاء عن الإمام الصادق في فضل سورة الممنحنة: من بُلي بالطُّحال وعَسُر عليه ، يكتُبها ويشربها ثلاثة أيام متوالية ، يزول عنه الطُّحال بإذن الله تعالى | من هي الممتحنة هل سألت نفسك من قبل من هي الممتحنة، فمن خلال القراءة سوف تستنتج أن الممتحنة هي أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط الملقب ب أشقى القوم ، فعلى الرغم من ضلاله إلا أن الله قد أخرج من صلبه ابنته أم كلثوم الموحدة بالله ومؤمنة به |
ثبت عن بعض أهل البيت آثار في خواص سورة الممنحنة، فقد جاء عن الإمام علي بن الحسين: من قرأ سورة الممتحنة في فرائضه ونوافله ، امتحن الله قلبه للإيمان ، ونوّر له بصره ، ولا يُصيبه فقر أبداً ، ولا جنون في بدنه ولا في ولده.
11سورة الممتحنة كم يبلغ عدد أيات سورة الممتحنة؟ سورة الممتحنة واحدةٌ من السُّور المدنية باتفاق أهل التفسير وهي من سور المفصًّل وتقع في الربعيْن الثالث والرابع من الحزب الخامس والخمسين من الجزء الثامن والعشرين، وترتيبها ستون بحسب المصحف العثماني، يبلغ عدد آياتها 13 آية، ونزلت بعد ، وعُنيت كباقي السُّور المدنية بالجانب التشريعيّ من خلال التطرق إلى موالاة أعداء الله وحكم المعاهدين وحكم المؤمنات المهاجرات إلى المدينة وغيرها من أحكام الشريعة إلى جانب كأحد أوثق العرى في الإسلام | أما سبب نزول قول الله تعالى من سورة الممتحنة: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّـهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّـهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} نزلت في سبيعة بنت الحارث الأسلمية التي وفدت على الرسول الكريم بعد الانتهاء من كتابة شروط صلح الحديبية ومن ضمنها ردّ كل من أتى من أهل مكة إلى الرسول؛ فأتى زوج سبيعة مطالبًا بردها؛ فأنزل الله هذه الآية |
---|---|
لماذا سميت سورة الممتحنة بهذا الاسم؟ الممتحِنة -بكسر الحاء- وتعني المُختبرة أي التي نزل فيها الامتحان والاختبار وهذا القول هو الأشهر عند أهل التفسير حيث جاء لفظ الامتحان في معرض الحديث عن امتحان النساء المؤمنات المهاجرات من مكة إلى المدينة، حيث قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ}، كما يُطلق عليها أيضًا اسم الممتحَنة -بفتح الحاء- في إشارةٍ إلى المرأة التي وقع عليها الامتحان والاختبار في إيمانها للتأكد من صدقها وكانت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط زوجة عبد الرحمن بن عوفٍ، كما تُسمى أيضًا بسورة المودة وسورة الامتحان | أما سبب نزول قول الله تعالى من سورة الممتحنة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ} فإنّها نزلت في فقراء المسلمين في المدينة الذين ينقلون أخبار المسلمين لليهود مقابل بعض ثمار بساتينهم؛ فأنزل الله هذه الآية ناهيًا إياهم عن فعل هذا الأمر |