فالتوحيد: أول ما يدخل به في الإسلام، وآخر ما يخرج به من الدنيا | فالصحيح أن أول واجب معرفة الله، وأما النظر فلا نقول أنه واجب، لكن لو فرض أن الإنسان احتاج إلى النظر فحينئذ يجب عليه النظر، مثل لو كان إيمانه فيه شيء من الضعف ويحتاج إلى تقوية فحينئذ لابد أن ينظر، ولهذا قال الله تعالى: أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ الأعراف: 185 فإذا وجد الإنسان في إيمانه ضعفا حينئذ يجب أن ينظر، ولكن لا ينظر من زاوية الجدل والمعارضات والإيرادات؛ لأنه إن نظر من هذه الزاوية يكون مآله الضياع والهلاك، ويورد عليه الشيطان من الإشكالات والإيرادات ما يقف معها حيران |
---|---|
لا النظر، ولا القصد إلى النظر، ولا الشك - كما هي أقوال لأرباب الكلام المذموم | فهو أول واجب، وآخر واجب، فالتوحيد : أول الأمر وآخره |
أما القول بأن أول الواجبات هو الشك، وهو منسوب إلى أبي هاشم عبد السلام بن أبي علي الجبائي المعتزلي، فهو قول باطل لفظاً ومعنى؛ قال أبو المعالي بعد ذكره لقول أبي هاشم: "وهذا خروج منه من قول الأمة وتوصل منه إلى هدم أصله، وذلك أن كل واجب مأمور به، وتقدير الأمر بالشك متناقض إذ يثبت العلم بالأمر، واعتقاد ثبوته والعلم به مع التشكك فيه متناقضان".
23كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله: دخل الجنة | لا تقبل أي عمل بدونه، وأهل التوحيد هم أهل السعادة في الدنيا والآخرة |
---|---|
ولكن المسلم بالنظر والتأمل في الكون يزداد إيمانا مع إيمانه ويقينا على يقينه كما قال تعالى في خطابه للخليل إبراهيم عليه السلام: قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي { البقرة 260} | فأول واجب وجوب الوسائل هو النظر، وأول واجب وجوب المقاصد هو المعرفة |
أول واجب على المكلف هو توحيد الألوهية أرسل الله إلى الأمة جميعا مختلف الرسل لنشر الإسلام والدعوة نحو عبادة الله وتوحيد، وكان هذا أول ما كلف به الله الإنسان وهو ، أي قوله لا اله إلا الله وانفراد العبد بعبادة الواحد فقط، واختصاص الله وحده بالعبادة.