وفي هذا المقال أودُّ أن أبسط للقراء الكرام نبذة من تلك الدسائس التي يبثُّها الغرب ودولة الصهاينة بين فينة وأخرى ضـد المسلمين الذين سرى في مجتمعاتهم لهيب الغزو الفكري | س2: هل يتعرض العرب عامة والمملكة العربية السعودية خاصة لهذا النوع من الغزو؟ جـ2: نعم، يتعرض المسلمون عامة ومنهم العرب وغيرهم، والمملكة وغيرها، لغزو فكري عظيم تداعت به عليهم أمم الكفر من الشرق والغرب ومن أشد ذلك وأخطره: 1- الغزو النصراني الصليبي |
---|---|
الإستعمار الحروب الصليبية والحروب المعاصره والإحتلال الإنجليزي والفرنسي والروسي والإيطالي | ولا شك في أن الطرف الغالب في هذه المعادلة -في المقاييس البشرية- هو من يقود دفة الإعلام، ويتحكم بمواده، ويضع برامجه؛ وهذا يعني أن ما يسمى بالدول النامية -ومنها الدول الإسلامية- لن تكون في هذه المعادلة إلا في الجانب المتأثر لا المؤثر، ولذا رأي الباحث أن يطرق هذا الباب لتوعية المجتمعات والحكومات الإسلامية بخطورة تلك الحروب وذلك الغزو القادم من الفضاء، ومحاولة البحث عن الوسائل التي تحد من تأثيره |
الأثار وإحياء الدعوات القديمة كالفرعونيه والطورانية والفينيقية.
14آثار التحديات التي تواجه الثقافة الإسلامية: - تشويه الإسلام وإثارة الشبهات حول القرآن الكريم والسنة النبوية وعقيدة الإسلام وشريعته، وما يحدث الآن من محاولة لربط الإسلام بالإرهاب هو جزء من هذه الحملة | ومن أهم ما تحدث عنه المؤلف دور الثقافة النخبوية في إنتاج القوة الناعمة، فعرض على أهمية المبادلات الأكاديمية والعلمية وكيف أن الكثير من العلماء السوفييت الذين زاروا أميركا قد تأثروا بالأفكار الأميركية وأصبحوا لاحقًا ناشطين في حركات حقوق الإنسان في الاتحاد السوفييتي |
---|---|
وعلم ابن باديس أنه لا سبيل لتحرير أرض الجزائر إلا بعد تحرير عقول الجزائريين ونفوسهم من الاستعمار الفرنسي ووجد أن أكبر عقبة تواجهه هي : 1 الهزيمة النفسية التي سيطرت على قطاع واسع من الشعب الجزائري بعد فشل ثوراته ضد فرنسا التي كانت إحدى أكبر الدول الاستعمارية وأقواها آنذاك وقد تحولت الهزائم العسكرية أمام الجيش الفرنسي إلى هزيمة نفسية أدت إلى فقدان كثير من الشعب الجزائري ثقته بنفسه وهو أشد آثار الهزيمة خطرا على الأمم خاصة بعد استسلام الأمير الهاشمي الحسيني المجاهد عبد القادر الجزائري الذي قاد حربا تحريرية ضد فرنسا من سنة1832م إلى1847م وحقق انتصارات باهرة وأقام دولة ونظام حكم شوري لولا تواطأ بعض ملوك المغرب العربي مع الفرنسيين ضد الأمير عبد القادر وأصبح الإحباط يسيطر على نفسية الشعب الجزائري إذ بات ينظر إلى الوجود الفرنسي على أنه أمر واقع لا يمكن دفعه ولا طاقة للشعب الجزائري به وليس أمامه إلى الاستسلام له والتعايش معه وصار ينظر إلى مقاومته على أنه نوع من الانتحار والعبث الذي لن يجدي شيئا وكانت هذه الهزيمة النفسية تبرر باسم الواقعية وصار كثير من فئات الشعب الجزائري مع مرور الأعوام أكثر قابلية للاستعمار والخضوع للأجنبي | وبدأ الزحف البطئ المتتابع الخفى الوطء يخترق دار الإسلام فى تركيا والشام ومصر والجزائر وتونس |
كما يمكن أن يقتصر المستعمِر على الغزو الفكري كأسلوب من أساليب إبقاء الشعوب والدول تحت هيمنته الفكرية والثقافية، فالجانب الاقتصادي وزيادة الرقعة الجغرافية هدف من أهداف الاستعمار ولكنّه قد يقتصر على السيطرة الفكرية فلا يُفعّل من أشكال الغزو إلّا الغزو الفكري، فيعمل الغزو الفكري على سلْخ الشعوب عن تراثها وحضارتها ويُولّد لديها شعورًا دائمًا بالعجز والهزيمة النفسية ويُعزّز فكرة تفوّق وتميُّز المستعمِر في نفوس أفراد تكمن خطورة الغزو الفكري في أنّه غير واضح المعالم كالغزو العسكري الذي يكون عبر قدوم قوّات عسكرية إلى البلد المراد استعماره، على عكس الغزو الفكري الذي ينهش في العقول ويُغيّر والعقائد بصمت ورويّة وبطُرُقٍ خفيّة من الصعب التنبّه لها بسرعة، كما أنّ الشعوب تبذل الغالي والنفيس في مواجهة الغزو العسكري وتقدّم الأرواح في سبيل الحفاظ على الحريّة والكرامة، ولكنّ الغزو الفكري يسلب الحريّة ويطمس دون أن يدري الإنسان، والسبب في ذلك يعود إلى اختلاف الطُرُق المتبّعة في الغزو الفكري عنها في الغزو العسكري.
28منذ أن بزغت شمس الإسلام بدأ أعداؤه يحيكون خيوط المؤامرة ذات الأشكال المتعددة، وی دبرون المكائد على مرِّ الزمان لا يكلُّون ولا يملُّون؛ فتارة من ناحية الإعلام عن طريق الهجوم على ثقافتنا، وتارة أخرى عن طريق التعليم، فضلاً عن المعاملات الاقتصادية التي تسير على النحو الذي يريده الغرب | ومن وسائلهم: - المناهج الدراسية والتعليمية التي تخدم أغراضهم |
---|---|
أن تمتلك قوة ناعمة يعني أن تجعل الآخرين يعجبون بك ويتطلعون إلى ما تقوم به فيتخذون موقفًا إيجابيًا من قِيَمك وأفكارك وبالتالي تتفق رغبتهم مع رغبتك | وعلى ذات الدرب يأتي الدعم المالي والمعنوي للإعلام التغريبي في العالم العربي |
ويحذر المؤلف من تجاهل القوة الناعمة ويستنكر أن أميركا تنفق على القوة العسكرية أكثر من الناعمة ب17 ضعفًا.
23