أوضح: كان سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحسنَ الناس صورة، وأتمَّهم خلقة، وأجملهم هيئة، لَمْ يُرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ -صلى الله عليه وسلم-؛ فعن سيدنا الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- رَجِلًا، مَرْبُوعًا، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، عَظِيمَ الْجُمَّةِ إِلَىٰ شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ الْيُسْرَىٰ، عَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ، مَا رَأَيْتُ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ» متفق عليه | ولم يك فظاً غليظ القلب، بل كان رحيماً عطوفاً بالصغار والكبار على حد سواء، لين القلب دائماً، فقد وصفه الله سبحانه وتعالى: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ |
---|---|
من هو رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، الذي يرتفع نسبه الشريف الكريم من بني هاشم إلى سيدنا إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقب بأبي القاسم، لأنه ابنه الأكبر كان يدعى القاسم، كذلك كان رسول الله يلقب بالصادق الأمين في قوة قريش، وذلك لأن أخلاقه كانت حسنة من قبل أن يصير نبياً |
ومن صفاته -عليه الصلاة والسلام- أنه كان عظيم الفم، واسع العينين، مصداقاً لما رُوي عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- أنه قال: كان رسولُ اللهِ ضليعَ الفمِ، أشكلَ العينِ ، وكان واسع الجبين، عظيم الفم، أبيض الأسنان، إذا تكلّم كأن النور يشعّ من فمه، مصداقاً لما رُوي عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- أنه قال: كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ ضَلِيعَ الفَمِ، أَشْكَلَ العَيْنِ، مَنْهُوسَ العَقِبَيْنِ | وروي أن امرأة أهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم قماشة منسوجة فلبسها النبي الكريم وكان يحتاج إليها، وبينما هو جالس مع اصحابه، رآها رجل منهم فقال: يا رسولَ اللهِ، ما أحسنَ هذه، فاكسُنيها، فقال: نعم، وبعدما ذهب النبيّ عليه الصّلاة والسّلام، لامَه أصحابُه، قالوا: ما أحسنتَ حين رأيتَ النبيَّ -صلّى الله عليه وسلّم- أخذها محتاجًا إليها، ثمّ سألتَه إياها، وقد عرفتَ أنّه لا يُسألُ شيئًا فيمنعَه، فقال: رجوتُ بركتَها حين لبِسَها النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم، لعلي أُكفَّنُ فيها |
---|---|
كما قال جابر بن سمرة: وَكانَ كَثِيرَ شَعْرِ اللِّحْيَةِ | رواه مالك في الموطأ، ويقول أيضاً: أدبني ربي تأديباً حسنا إذ قال: خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين |
وبعد أن صار نبياً عليه الصلاة والسلام كان صادقاً في نيته وأقواله وأفعاله، بل إنه كان يحث أصحابه على الصدق في جميع أحوالهم، مع ربهم تبارك وتعالى ومع أنفسهم ومع الناس أجمعين، بل حذر من آيات المنافق ومنها الكذب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: آية المُنافق ثلاثٌ: إذا حدَّث كذَبَ، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤْتُمن خان.
21