وقوله وَأَقْسِطُوا يقول تعالى ذكره: واعدلوا أيها المؤمنون في حكمكم بين من حكمتم بينهم بأن لا تتجاوزوا في أحكامكم حكم الله وحكم رسوله إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ يقول: إن الله يحب العادلين في أحكامهم, القاضين بين خلقه بالقسط | وفي أَسْمَائِه تَعَالَى الحُسْنَى : المُقْسِطُ : هو العادِلُ |
---|---|
قَسِطَت العنقُ ـَ قَسَطاً، وقُسُوطاً: يبست |
وبَقِيَ أَنَّهُم قالُوا : إِنَّ الهَمْزَةَ في الإِقْسَاطِ للسَّلِب كما يُقَال : شَكَا إِلَيْهِ فأَشْكاهُ | وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ والأَصْمَعِيُّ : في رِجْلِه قَسَطٌ وهو أَن تكُونَ الرِّجْلُ مَلْسَاءَ الأَسْفَلِ كأَنَّها مَالَجٌ |
---|---|
ثم حادوا عن الطريقة فاستلبت منهم خيراتهم استلاباً | فأغلبنا حتى الدارسين الفاقهين على اعتقاد أن الجن يمثلون الشر، وقد خلصت طبيعتهم له، وأن الإنسان وحده بين الخلائق هو ذو الطبيعة المزدوجة، وهذا ناشئ من مقررات سابقة في تصوراتنا عن حقائق هذا الوجود كما أسلفنا، وقد آن أن نراجعها على مقررات القرآن الصحيحة! { وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً}، وهذا التقرير من الجن بأن منهم صالحين وغير صالحين، مسلمين وقاسطين، يفيد ازدواج طبيعة الجن، واستعدادهم للخير والشر كالإنسان، إلا من تمحض للشر منهم وهو إبليس وقبيله، وهو تقرير ذو أهمية بالغة في تصحيح تصورنا العام عن هذا الخلق |
ويَدْخُل في أَصْنَافٍ كَثِيرَةٍ من الطِّيبِ وهو أَحْسَنُ الطِّيبِ رائِحَةً عند التَّبَخُّر.
28القَسْطَاء : رِجْل قسطاء: في ساقها اعوجاج حتّى تتنحّى القدمان وتنضمّ الساقان | { وَمِنَّا القاسِطُونَ} يعني الظالمين، يقال قسط الرجل إذا جار، وأقسط بالألف إذا عدل 4 |
---|---|
وورد في أثنائها البيت ومعه بيت آخر ، رواه ابن هشام عن غير ابن إسحاق وهما : متـى مـا يكن مولاك خصمك لا تـزل تــذل ويصـرعك الـذين تصــارع وهـل ينهـض البـازي بغـير جناحه وإن جـذ يومـا ريشـه فهـو واقـع وكان النبي صلى الله عليه وسلم ركب حمارًا ، قاصدًا إلى سعد بن عبادة يعوده من شكو أصابه ، فمر بطريقه بأطم ابن سلول ، فنزل يسلم عليه ، وتلا عنده شيئا من القرآن | { وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ}، أي الجائرون عن قصد السبيل وهو الإِسلام |
وكان ابن رواحة حاضرًا ، فتلطف برسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : بلى فاغشنا به ، وائتنا في مجالسنا ودورنا وبيوتنا ، هو والله مما نحب ، ومما أكرمنا الله به ، وهدانا له ، فقال ابن أبي حين رأى من خلاف قومه ما رأى.