وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ: فَصَلَاةُ الضُّحَى يَنْتَهِي وَقْتُهَا قَبْلَ اسْتِوَاءِ الشَّمْسِ في وَسَطِ السَّمَاءِ، يَعْنِي قَبْلَ خَمْسِ دَقَائِقَ مِنْ أَذَانِ الظُّهْرِ عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ، وَهَذَا الحُكْمُ في سَائِرِ الأَيَّامِ مَا عَدَا يَوْمَ الجُمُعَةِ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ، وَقَالُوا: كَانَ المُسْلِمُونَ يُصَلُّونَ في خِلَافَةِ عُمَرَ في وَقْتِ الاسْتِوَاءِ حَتَّى يَخْرُجَ إِلَيْهِمْ عُمَرُ لِيَخْطُبَ فِيهِمْ، وَلَمْ يُنْكَرْ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ | لقد فرض الله تعالى على عباده المؤمنين خمس صلواتٍ في اليوم، يجب أن يؤدوها في أوقاتٍ مختلفة، ومن أراد زيادة في رضا الله ورزقه عليه أن يتبع سنة النبي عليه الصلاة والسلام، يؤدي السنن والنوافل أيضاً، كذلك تعتبر صلاة الضحى من أفضل صلوات النوافل التي كان يؤديها نبي الله عليه الصلاة والسلام وهي: إحدى صلوات السنن، وحكمها سنة مؤكدة، كما أنه يُطلق عليها اسم صلاة الأوابين، فقد أقسم الله تعالى بوقت الضحى في سورة الضحى، حين قال تعالى: وَالضُّحَى |
---|---|
صلاة الإشراق هي صلاة الضحى في أول وقتها ، وليست صلاتين مختلفتين ، وسميت كذلك لكونها تفعل عقب شروق الشمس وارتفاعها | ولفظ الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله تبارك وتعالى: إن الله تعالى قال: ابن آدم اركع لي أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره |
للتعرف على الاجابة الصحيحة والدقيقة للسؤال الديني الذي نص على: متى ينتهي وقت صلاة الضحى، تابعوا معنا الاجابة من خلال هذا المقال في السطور القادمة | الإجابة: وقت صلاة الضحى من ارتفاع الشمس قدر رمح يعني حوالي ربع ساعة أو ثلث ساعة بعد طلوعها إلى قبيل الزوال، وقبيل الزوال ما بين عشر دقائق إلى خمس دقائق فقط، وهذا هو أقصر أوقات النهي على القول الراجح |
---|---|
وَأَمَّا المَالِكِيَّةِ فَقد قالوا إنه يَنْتَهِي وَقْتُ صَلَاةِ الضُّحَى عِنْدَ الاسْتِوَاءِ، أي عِنْدَ أَذَانِ الظُّهْرِ، في جميع الأَيَّامِ | كان منهم من يصلي ركعتين، ومنهم من يصلي أربعا، ومنهم من يمد إلى نصف النهار |
وكم بقى لهم من الأيام ليغتنموا هذا الفضل الكبير؟! كما كان يفعل ذلك في كل السنن، فكان يواظب عليها فترة ويتركها فترة، ويغير في الأعداد إلا في السنن الراتبة، ويغير في صيغ الدعاء ك مثلًا ودعاء الذهاب إلى المسجد والرجوع منه و والاستيقاظ، فيندر أن تجد له عملًا أو قولًا محددًا في السنن، كل ذلك لدفع التوهم بفرضيته عند عموم المسلمين.
8وقد قال جمع من أهل العلم: إن أكثر صلاة الضحى ثمان ركعات كما صلى النبي -عليه الصلاة والسلام- يوم الفتح، صلاها ثمان ركعات، ومنهم من يقول: إن هذه صلاة الفتح، وعلى كل حال خيرُ مستكثر منه الصلاة، فالإنسان يصلي ما يستطيع ركعتين ركعتين، وحفظ عن بعض العلماء أنه يستغل الوقت وغفلة الناس من طلوع الشمس إلى الزوال بالصلاة كالحافظ عبد الغني المقدسي صاحب العمدة ، ذكروا عنه أعدادًا كبيرة من التسليمات والركعات في هذا الوقت | قال الإمام النووي: ترمض بفتح التاء والميم، والرمضاء الرمل الذي اشتدت حرارته من الشمس، أي حين يبول الفصلان من شدة الحر في أخفافها |
---|---|
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فَيَنْتَهِي وَقْتُ صَلَاةِ الضُّحَى قَبْلَ اسْتِوَاءِ الشَّمْسِ في وَسَطِ السَّمَاءِ، وَقُدِّرَ ذَلِكَ قَبْلَ أَذَانِ الظُّهْرِ بِخَمْسِ دَقَائِقَ، وَهَذَا مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ مِنَ الحَنَفِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ وَالحَنَابِلَةِ، لِأَنَّ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ في هَذِهِ السَّاعَةِ | ويدلان أيضا على مشروعية الاستكثار من التسبيح والتحميد والتهليل، والامر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ودفن النخامة، وتنحية ما يؤذي المار عن الطريق وسائر أنواع الطاعات لنسقط بذلك ما على الانسان من الصدقات اللازمة في كل يوم |
وَأَمَّا عِنْدَ المَالِكِيَّةِ فَلَا تُكْرَهُ صَلَاةُ الضُّحَى وَقْتَ الاسْتِوَاءِ، وَحُجَّتُهُمْ في ذَلِكَ عَمَلُ أَهْلِ المَدِينَةِ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ في وَقْتِ الاسْتِوَاءِ، وَعَمَلُهُمْ حُجَّةٌ عِنْدَ الإِمَامِ مَالِكٍ رَحِمَهُ اللهُ تعالى وَسَائِرِ الفُقَهَاءِ.
14