ونصح الشيخ أحمد ممدوح، فى إجابته عن سؤال: «هل يجوز الاكتفاء بقراءة الفاتحة فقط في أداء الصلوات الفائتة؟»، الشخص الذي في ذمته صلوات سنين كثيرةً بأن يصلى بالحد الأدنى أو القدر الذى تصح به الصلاة؛ وذلك عن طريق الاختصار والإيجاز بما لا يخل بصحة الصلاة، كالاقتصار على قراءة سورة الفاتحة والتسبيح فى السجود والتسبيح فى الركوع | ، وذهَب إلى هذا ابنُ تَيميَّة قال ابنُ تيميَّة: فأمَّا مَن كان مُصرًّا على تركها لا يُصلي قطُّ، ويموتُ على هذا الإصرار والترك فهذا لا يكون مسلمًا؛ لكن أكثر الناس يُصلُّون تارةً، ويتركونها تارةً، فهؤلاء ليسوا يُحافظون عليها، وهؤلاء تحتَ الوعيد، وهم الذين جاء فيهم الحديثُ الذي في السُّنَن؛ حديث عُبادةَ عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنه قال: خمسُ صلواتٍ كتبهنَّ الله على العبادِ في اليوم واللَّيلة؛ مَن حافَظَ عليهنَّ كان له عهدٌ عند الله أن يُدخِلَه الجنَّةَ، ومَن لم يحافِظْ عليهنَّ لم يكُن له عهدٌ عند الله؛ إنْ شاء عذَّبه وإنْ شاء غفَر له ، فالمحافِظُ عليها الذي يُصَلِّيها في مواقيتها كما أمَر الله تعالى؛ والذي يُؤخِّرها أحيانًا عن وقتها، أو يترك واجباتها؛ فهذا تحتَ مشيئةِ الله تعالى، وقد يكونُ لهذا نوافلُ يُكمِّلُ بها فرائضه، كما جاء في الحديث |
---|---|
الجواب: من جحد وجوب الصلاة وهو مكلف كفر كفرا أكبر إجماعا، ولو فعلها؛ لكونه مكذبا لله سبحانه ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - ، أما من تركها تكاسلا ولم يجحد وجوبها ففي كفره خلاف بين أهل العلم: والراجح: أنه كافر كفرا أكبر؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر» رواه الإمام أحمد، وأصحاب السنن الأربع بإسناد صحيح، من حديث بريدة بن الحصيب - رضي الله عنه - ، وخرج مسلم في صحيحه، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة» والأحاديث الدالة على هذا المعنى كثيرة | أما المشهور في المذهب عند الإمام أحمد وغيره من أهل العلم كابن المبارك واسحق بن راهويه، والقيرواني من أكابر المذهب المالكي وغيرهم أنّ تارك الصلاة تهاونهاً بشأنها وتكاسلاً عن أدائها يُعدّ كافراً، وممّا استندوا عليه في ذلك حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: العهدُ الذي بيننا وبينهم الصلاةُ فمَنْ تَرَكَهَا فقدْ كَفَرَ ، وقالوا: يستتاب وإلا يُقتل، وذهب بعضهم إلى أنّ قتله يكون لكفره، فهو كالمرتدّ في الأحكام، ويقول الإمام ابن قدامة في معرضِ ردّه على هذا الرأي -وهو من كبار أئمة المذهب الحنبلي-: "فإنَّا لا نعلم في عصر من الأعصار أحدًا من تاركي الصلاة تُرِكَ تغسيلُه، والصلاةُ عليه، ودفنه في مقابر المسلمين، ولا منع ورثته ميراثه، ولا مُنِع هو ميراث مورثه، ولا فُرِّق بين زوجين لترك الصلاة من أحدهما، مع كثرة تاركي الصلاة، ولو كان كافرًا لثبتت هذه الأحكام كلِّها"، وبين أصحاب القولين أخذٌ وردٌ في توجيه الأدلة التي تنصر رأي كلِّ منهما" |
وهذا القول هو الأصح والأرجح في الدليل لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر " أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح ، وقوله صلى الله عليه وسلم : " بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة " أخرجه الإمام مسلم في صحيحه مع أحاديث أخرى في ذلك.
19فنسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين وأن يرد كافرهم إلى التوبة، ومن ذلك من ترك الصلاة نسأل الله أن يهديه للإسلام ويرده إلى ما أوجب الله عليه من إقامة الصلاة، وأن يمن عليه بالتوبة الصادقة النصوح والله المستعان | قال الترمذيُّ: حسنٌ صحيحٌ غريب |
---|---|
مولده ونشأته ولد الشيخ محمد ناصر الدين بن الحاج نوح الألباني عام 1333 ه الموافق 1914 م في مدينة أشقودرة عاصمة دولة ألبانيا - حينئذ - عن أسرة فقيرة متدينة يغلب عليها الطابع العلمي، فكان والده مرجعاً للناس يعلمهم و يرشدهم | سؤال أجاب عنه الشيخ أحمد ممدوح، امين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال البث المباشر المذاع عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك |
الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد: فقد اتفق على كفر من ترك الصلاة جحودا لها | قالت طائفةٌ: يَكْفُر ويُجرَى عليه أحكام المرتدِّين في كلِّ شيء، وهو مرويٌّ عن عليِّ بن أبي طالب، وبه قال ابنُ المبارك، وإسحاقُ بن راهويه، وهو أصحُّ الرِّوايتين عن أحمد، وبه قال منصورٌ الفقيه من أصحابنا |
---|---|
وقال النوويُّ: في مذاهبِ العلماءِ فيمَن ترَك الصلاة تكاسلًا مع اعتقادِه وجوبَها | وذهب مالك والشافعي رحمهما الله إلى أنه لا يكفر ولكن يقتل حدا ما لم يصل |
فكيف يكفر بترك فرض واحد متكاسلا ، ولا يكفر بترك بعض الفروض تكاسلا ؟ هذا الذي أريد أن أفهمه.
8