فالموت إذن ليس فناء، وإنما هو انتقال | نموذج من الصحابة صدقوا في طلب الحقيقة فتوصلوا لها فانظر إلى مآلهم ؟ في خطبة الجمعة ذكرت أن النبي عليه الصلاة والسلام تفقد أصحابه بعد أن انتهت معركة أحد فقال: ما فعل سعد ابن الربيع ؟ فلم يجبه أحد فقال لأصحابه: ابحثوا عنه أفي الأحياء هو أم في الأموات ؟ فأحد الأصحاب الكرام وكان أنصارياً توجه نحو ساحة المعركة ليتفقده بين القتلى إذ هو يراه وفيه رمق أخير فقال له: يا سعد, إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أبحث عنك أفي الأحياء أنت أم في الأموات ؟ تصوّر رجلاً يموت بجرح بليغ ينزف دماً وسيفارق الدنيا فيقول الجريح المحتضر سعد أبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أني في الأموات وأقرئه السلام وقل له: جزاك الله عنا خير ما جزى نبياً عن أمته وأقرئ قومي السلام وقل لهم: لا عذر لكم عند الله إذا أُخلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف, ولم يزل هذا الصحابي الذي ندبه النبي واقفاً حتى فارق سور الحياة وعاد إلى النبي فأخبره بالخبر فبكى حتى اخضلّت لحيته بالدموع |
---|---|
« أعددتُ لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر» |
العبادة ليست قيامًا بفرضٍ فَرَضَه الله عليك ينتفع منه، بل العبادة قيامٌ بما فيه صلاحك، ونجاحك، بما فيه سعادتك وطمأنينتك، أنت الرابح من كل طاعةٍ وعبادةٍ، وأنت الخاسر بتركك كل أمر أو نهي أمرك الله تعالى به امتثالًا، ونهاك عنه تركًا.
5ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، يا ذا الجلال والإكرام | سل نفسك: أين أنت من امتثال هذا الأمر الإلهي؟ ما هي منزلتك في عبادة الله؟ هل أنت محقِّقٌ لهذا الأمر الذي أمرك الله تعالى به في أول نداء في القرآن، وبيَّن لك أنه الغاية والمقصود من خلقك وإيجادك؟ سل نفسك: حتى تعرف مدى نجاحك وفلاحك وصلاحك؛ فإنه لا فلاح ولا نجاح ولا سعادة ولا طمأنينة ولا سكن في الدنيا والآخرة؛ إلا بقدر ما يحقق الإنسان من هذه الغايات |
---|---|
اللهم اجعل موسم رمضان خيرًا وبرًّا وبركةً وصلاحًا علينا وعلى المسلمين يا ذا الجلال والإكرام | اللهم لا يخلف وعدك، ولا يُهزم جندك، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت |