والإحسان أخصُّ من الإسلام والإيمان؛ فلا يبلغه إلا من أتقن أعماله الظاهرة والباطنة، فأصبح يعبد الله كأنَّه يراه أمامه | لذلك تحلى جيدًا بأخلاق النبي حتى تستطيع أن تكون من الأشخاص الذين سيصعدون أعلى المراتب في الدين، وسنقوم الآن بطرح جميع المراتب التي يجب أن يتحلى بها المسلم |
---|---|
وجميع الأعمال الصالحة داخلة في الإسلام، والإيمان، فإذا جمع المؤمن بين الأعمال كلها الظاهرة والباطنة صار مسلمًا مؤمنًا، وإذا عبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإنه يراه صار مسلمًا مؤمنًا محسنًا، نسأل الله للجميع التوفيق | ثم يطرح السؤال الثالث عن دائرة الإسلام التي تشمل أقل الأعداد ألا وهي دائرة المحسنين، فيسأل عن الإحسان وأركانه فيجيب الرسول الكريم بأنه عبادة الله تعالى مستحضرًا وجوده معك في كل عملٍ أو قولٍ، فإن عجز العبد عن استحضار معية الله معه فعليه أن يؤمن إيمانًا راسخًا بأن الله مطلع على كل أعماله وأقواله فيتصرف العبد وِفق هذيْن المبدأيْن فيكون بذلك من المحسنين الذين امتدحهم الله في أكثر من موضعٍ في القرآن الكريم، وتجدر الإشارة إلى أنّ كل مُحسنٍ هو مؤمن ومسلم لكن ليس كل مسلم أو مؤمن محسن؛ فهي مراتب أدناها الإسلام وأعلاها الإحسان |
وقد جاءت آيات القرآن الكريم تدعو المسلمين إلى التحلي بتلك المرتبة من مراتب الدين الإسلامي.
13لقد تناولنا في موضوع اول مراتب الدين، وأول مرتبة في الدين هو الاسلام، ومن ثم يأتي في المرتبة الثانية الايمان ومن ثم أعلى مراتب الدين هو الاحسان، فان جمع المسلم بين الأعمال الظاهرة والباطنة أصبح مسلم مؤمن، وإن عبد الله تعالى كأنه يراه فإن لم يراه فإن الله تعالى يراه فقد جمع بذلك كل مراتب الايمان من اسلام وايمان واحسان | قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة وصيام رمضان، وأن تؤدوا من المغنم الخمس |
---|---|
الإيمان الإيمان لغةً هو التصديق استناداً لقوله -تعالى-: قالوا يا أَبانا إِنّا ذَهَبنا نَستَبِقُ وَتَرَكنا يوسُفَ عِندَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئبُ وَما أَنتَ بِمُؤمِنٍ لَّنا وَلَو كُنّا صادِقينَ ، وعرَّف آخرون الإيمان لغةً كابن عثيمين -رحمه الله- بأنَّه الإقرار مع التصديق | ويُقسم الإيمان بالله -تعالى- لثلاثة أقسامٍ، وهي: توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد بالأسماء والصفات، ويُراد بتوحيد : إفراد الله -تعالى- واستحقاقه وحده بالعبادة والدعاء والاستعاذة وغيرها من الأمور، أمّا توحيد الربوبية: فهو الإيمان بأنَّ المدبّر الوحيد لهذا الكون هو الله -تعالى- وهو المتفرّد والمتصرّف بكُلِّ شيء، لأنَّه فاطر الحياة وخالق الأكوان، مالك المُلك، وتوحيد الأسماء والصفات: يكون بإثبات أسماء الله -تعالى- والإيمان بكلّ صفاته التي وردت وأُثبتت في الكتاب والسُنَّة دون تشبيه أو تكييف |
فكل أذى يصيب المؤمن هو تكفير من الله عز وجل عن خطاياه ، وكم نحن بحاجة إلى التكفير عن العديد من الخطايا ، والايام التي نقع فيها بالخطأ.