اللهم اجعل هذا البلد امنا. دعاء عن حب الوطن مكتوب

إذًا هي عند الله أقل من جناح البعوضة بما فيها من هذه الثروات والمعادن والذهب والفضة، وهذه المراكب البرية، والبحرية، وناطحات السحاب، والعِمران الواسع، والزروع والدواب، كل ذلك من أوله إلى آخره، من أول الدنيا إلى آخرها، الدنيا بأكملها لا تساوي جناح بعوضة، لو كانت تساوي ما سقى منها كافر شربة ماء فهذه الحياة يُنسيها غمسة واحدة بما فيها من نعيم أو بؤس، فما قيمة هذه الحياة التي نحرص عليها ونحزن من أجلها، ونتهافت على تحصيل حُطامها، ويبقى الإنسان في قلق من المُستقبل بزعمه وأحزان على الفائت هذا كله لا يستحق غمسة واحدة تُنسيك كل شيء
يجد من النعيم ما لو علم به أولئك لدفعوا ما بأيديهم من الأموال من أجل أن يحصلوه، هؤلاء يذهبون مساكين يذهبون إلى التِبت، هناك في الصين عند البوذيين التبت هي المنطقة التي فيها معقل الديانة البوذية، يذهبون من أوروبا وأمريكا وكندا إلى التبت يبحثون عن ماذا؟ يبحثون عن وثنية، فيكونوا كالذي فر من الرمضاء إلى النار، نسأل الله العافية، فيزداد وحشة وبؤسًا، هؤلاء أحوج ما يكونون إلى الحق الذي عندنا، يذهب إليهم أبناؤنا، ومن يُسافر هناك وهو يرفع رأسه ويقول هلُم هنا أساس السعادة التي تبحثون عنها، هنا، لكن لا يذهب وقد طأطأ رأسه، وينظر إلى هؤلاء على أنهم عظماء، وأنهم قد حصلوا من الراحة والرغد فيما يبدوا في ظاهر الأمر ما لم يُحصله هذا الذي جاء من الصحراء، الواقع أن هذا الذي يعيش في الصحراء، ولو كان تحت شجرة أنعم وأفضل وأكمل حالاً من هؤلاء وانظر إلى حال أهل الإيمان بقدر ما عندهم والموفق من وفقه الله، الذي يأتي لا يؤذن المؤذن إلا وهو في المسجد، اسألوه عن الراحة التي يجدها والطمأنينة والنعيم الذي يجده في قلبه

من القائل رب اجعل هذا بلدا آمنا ؟ * نقطة واحدة

دعاء للوطن مصر فى هذا الكلام أمر كبير جدا لا يُعد ولا يُحصى، فالواجب نحو الوطن هو رد الجميل له، والمساهمة بما امتلكته فى نمو الوطن وازدهاره.

24
[94] تتمة قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا..}
والسعادة -أيها الأحبة- ليست في أكلة يأكلها الإنسان، ولا في منظر يُشاهده، ولا في أريكة يتكئ عليها، فهذا البائس والله لو أجلسته على آرائك منسوجة بالذهب والفضة، وأطعمته الفالوذج فإنه يبقى زاهدًا في ذلك كله، وفي حال من البؤس والمعاناة
[94] تتمة قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا..}
اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وارزق أهله من الثمرات، اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين
القرآن الكريم
وكان إبراهيم التيمي يقول في قصصه : من يأمن البلاء بعد الخليل حين يقول " واجنبني وبني أن نعبد الأصنام " كما عبدها أبي وقومي
فالرزق غير الإمامة، الإمامة في الدين لا تكون إلا لأهل الإيمان والعمل الصالح واليقين، بالصبر واليقين تُنال الإمامة في الدين، لكن الإمامة لا تكون لأهل الظلم والفجور، الإمامة في الدين فلا يصلح أن يكون قدوة يأتم الناس به على ضلال وفجور، أو أهواء وبِدع ونحو ذلك وأما هذا النعيم: يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا، والله يا رب ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا، من أهل الجنة، فيصبغ صبغة في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا، والله يا رب ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط
وجنة الكافر، فإذا نظرت إلى ما يكون للمؤمن من النعيم المقيم الذي لا يُقادر قدره، وما يكون في الدنيا فالدنيا سجن بالنسبة للجنة، وأما بالنسبة للكافر وما يلقاه من العذاب الأليم أبد الآباد فالدنيا بالنسبة له جنة، حتى لو كان يعيش في كوخ، لو كان يعيش في سقيفة، في عريش، لو كان يعيش تحت ظل شجرة في الدنيا هي جنة بالنسبة له بالنظر إلى عذاب النار الذي ينتظره واجنبني وبني أن نعبد الأصنام أي اجعلني جانبا عن عبادتها ، وأراد بقوله : " بني " بنيه من صلبه وكانوا ثمانية ، فما عبد أحد منهم صنما

القرآن الكريم

دعاء حفظ الوطن من الفتن مكتوب الوطن ليش شئ مادى نلمسه بل نراه بقلوبنا وعواطفنا، فهو المكان الذى حولنا ويتواجد فى ذاكرتنا بشكل دائم مهما تغربنا وابتعدنا عنه.

[94] تتمة قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا..}
[94] تتمة قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا..}
فهذا العطاء إذا كان العبد على حال غير مرضية فمعناه أنه استدراج
اللهم اجعل هذا البلد آمناً
إذًا لا تغتر بما يُعطى للكفار هو أقل من جناح بعوضة، فلا يُفتن أهل الإيمان بما يُعطى لهؤلاء من ألوان النعيم واللذات والتمكين والثروات، وسابقًا قوة الاقتصاد، وأما الآن فتعرفون ما يعصف باقتصادهم، وما يُعانونه ويُكابدونه، لكن كل ذلك لا يساوي عند الله جناح بعوضة، فلا يغتر المؤمن إذا عرف هذا، هذا من جهة هو قليل فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثم لو نظرنا أيضًا إلى عمر الإنسان حينما يُمتع هذا الإنسان المُمتع كما يعيش إلى ستين إلى سبعين إلى ثمانين إلى تسعين إلى مئة، وإذا وصل إلى المئة تلاشت قواه، وبدأت خلايا المخ تضعف، أو تموت، وينسى كل شيء، ولا يعرف حتى زوجته وأولاده، إذا جالس وقال من هذا؟ من أنت من هذا الرجل الذي جالس؟ ويجلس ويتحدث ويُعيد الكلام مرة بعد مرة، ثم يُعيد ويسألك مرة أخرى ويقول لك من أنت، فتُخبره ثم ما يلبث أن يلتفت ويقول من أنت؟ بعد ما كان في غاية الذكاء وحضور الذهن، هذه الحياة الدنيا إذا عُمر الإنسان