قصيدة المتنبي. ما أنصف القوم ضبه وأمه الطرطبه

ترك تراثاً عظيماً من الشعر القوي الواضح، يضم 326 قصيدة، تمثل عنواناً لسيرة حياته، صور فيها الحياة في القرن الرابع الهجري أوضح تصوير، ويستدل منها كيف جرت الحكمة على لسانه، لا سيما في قصائده الأخيرة التي بدا فيها وكأنه يودع الدنيا عندما قال: أبلى الهوى بدني فالخلافة في انحسرت هيبتها والسلطان الفعلي في أيدي الوزراء وقادة الجيش ومعظمهم من غير العرب
والشمس في مكانه هيتين علي هيه فارق أبو الطيب سيف الدولة وهو غير كاره له، وإنما كره الجو الذي ملأه حساده ومنافسوه من حاشية الأمير

قصيدة للمتنبي مع الشرح

وقد كان جيش الروم آنذاك يتفوق بشكل كبير جدا من ناحية العدد على جيش سيف الدولة الذي لم يكن مستعدا لهذه المعركة ، إذ كان هدفه إعادة إعمار وبناء تلك القلعة.

7
قصيدة للمتنبي وشرحها
كوم حكام كثيرون مروا على المحروسة، ما بين الظالم والعادل، والمجنون، تكررت الحالات إلا واحدة وهي أن يحكم مصر أحد الرقيق، وهو ما فعله أبو المسك كافور الإخشيدي
واحة المتنبي::المجموعة الشعرية الكاملة مع الشروح
تحليل و شرح قصيدة على قدر أهل العزم : المتنبي يمدح سيف الدولة
وبهذا الموقف وضع المتنبي حداً لعلاقته بسيف الدولة الحمداني التي استمرت تسع سنوات ليسدل فصلاً من فصول سيرته بمغادرته حلب سنة 346 هجرية

وصف أسد

.

17
واحة المتنبي::المجموعة الشعرية الكاملة مع الشروح
وَالطُرقُ ضَيِّقَةُ المَسالِكِ بِالقَنا وَالكُفرُ مُجتَمِعٌ عَلى الإيمانِ نَظَروا إِلى زُبَرِ الحَديدِ كَأَنَّما يَصعَدنَ بَينَ مَناكِبِ العِقبانِ وَفَوارِسٍ يُحَيِ الحِمامُ نُفوسَها فَكَأَنَّها لَيسَت مِنَ الحَيَوانِ في البيتين الأول والثاني يقول إنّ الطّرق قد ضاقت من كثرة الرماح وإحاطة أهل الكفر بأهل ، في هذه الأحوال التي ذكرت في البيتين وفي المكان الذي ذكر أيضًا، نظروا إلى جميع المُسلمين المُعتنقين وهم مقنعون في الحديد، كأنهم قطع الحديد لاشتماله عليهم، فيركبون خيولًا كالعقبان في خفّتها وسُرعتها، ويُريد بزبر الحديد السيف أثناء صعودها إلى الهواء عندما يرفعها الأبطال للضرب، ويقول في البيت الثالث إنّهم إذا نظروا إلى الفوارس عندما يقتلون في الحرب يَرون حيوتهم في هلاكهم، وكأنهم لا ينتمون إلى الحيوانات، والمعنى أنهم كالغزاة ومن يستشهد منهم بالحرب صار حيًّا يُرزق عند الله تعالى
أبو الطيب المتنبي
ديوان المتنبي
في البلاد الأخرى استجاشة ملك الروم بوسيليانوس على من بالشام من المسلمين فصالحه الخليفة عبد الملك بن مروان على أن يؤدي له كل جمعة ألف دينار
موقف الشاعر والهدف المناسبة لقول هذه القصيدة، مدح بدر بن عمار، والتعرف على هذا النوع وهو مزيج ما بين الوصف والمدح مجموعة مختارة من أجمل قصائد المتنبي قال المتنبي في الحب أَتُراها لِكَثرَةِ العُشّاقِ تَحسَبُ الدَمعَ خِلقَةً في المَآقي كَيفَ تَرثي الَّتي تَرى كُلَّ جَفنٍ راءَها غَيرَ جَفنِها غَيرَ راقي أَنتِ مِنّا فَتَنتِ نَفسَكِ لَكِنك عوفيتِ مِن ضَنىً وَاِشتِياقِ من أشعار المتنبي في الحب أيضاً وحبيب أخفَوه منّى نهاراً فتخَفّى وزارني في اكتِئامِ زارني في الظلام يطلب ستراً فافتَضحنا بنورهِ في الظلامِ وفي قصيدة أخرى قال:- لما تقطعت الحمول تقطعت نفسي أسى وكأنهن طلـوح وجلا الوداع من الحبيب محاسنا حسن العزاء وقد جلين قبيح فيد مسلمة وطرف شاخص وحشا يذوب ومدمع مسفوح يجد الحمـام ولـو كوجدي لانبرى شجر الأراك مع الحمام ينوح حُشاشةُ نَفسٍ وَدّعتْ يوْمَ وَدّعوا فَلَمْ أدرِ أيّ الظّاعِنَينِ أُشَيِّعُ أشاروا بتَسْليمٍ فَجُدْنَا بأنْفُسٍ تَسيلُ مِنَ الآماقِ وَالسَّمُّ أدْمُعُ حَشَايَ على جَمْرٍ ذَكيٍّ مِنَ الهَوَى وَعَيْنايَ في رَوْضٍ من الحسنِ تَرْتَعُ وَلَوْ حُمّلَتْ صُمُّ الجِبالِ الذي بِنَا غداةَ افترَقْنا أوْشكَتْ تَتَصَدّعُ بمَا بينَ جَنبيّ التي خاضَ طيْفُهَا إليّ الدّياجي وَالخَلِيّونَ هُجّعُ أتَتْ زائِراً ما خامَرَ الطّيبُ ثَوْبَها وكالمِسْكِ مِن أرْدانِها يَتَضَوّعُ فما جلَسَتْ حتى انثَنَتْ توسعُ الخُطى كَفاطِمَةٍ عن دَرّها قَبلَ تُرْضِعُ فَشَرّدَ إعظامي لَها ما أتَى بهَا مِنَ النّوْمِ والْتَاعَ الفُؤادُ المُفَجَّعُ وقد قال ايضاً:- إن التي سفكت دمي بجفونها لمتدر أن دمي الذي تتقلدُ قالت وقد رأت اصفراري من به وتنهدت فأجبتها المتنهدُ فمضت وقد صبغ الحياءُ بياضها لوني كما صبغ اللجين العسجد فرأيت قرن الشمس في قمر الدجى متأوداً غصنٌ به يتأودُ عدويةٌ بدويةٌ من دونها سلب النفوس ونار حرب توقد هامَ الفُؤادُ بأعرابِيّةٍ سَكَنَتْ بَيْتاً من القلبِ لم تَمدُدْ له طُنُبَا مَظْلُومَةُ القَدّ في تَشْبيهِهِ غُصُناً مَظلُومَةُ الرّيقِ في تَشبيهِهِ ضَرَبَا بَيضاءُ تُطمِعُ في ما تحتَ حُلّتِها وعَزّ ذلكَ مَطْلُوباً إذا طُلِبَا كأنّها الشّمسُ يُعْيي كَفَّ قابضِهِ شُعاعُها ويَراهُ الطّرْفُ مُقْتَرِبَا قال المتنبي في مدح سيف الدولة عَـلَى قَـدْرِ أَهـلِ العَـزمِ تَأتِي العَزائِمُ وتَــأتِي عَـلَى قَـدْرِ الكِـرامِ المَكـارِمُ وتَعظُـمُ فـي عَيـنِ الصّغِـيرِ صِغارُها وتَصغُـر فـي عَيـنِ العَظِيـمِ العَظـائِمُ يُكـلّفُ سَـيفُ الدَولَـةِ الجَـيشَ هَمّـهُ وقـد عَجَـزَتْ عنـهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ وَيَطلُبُ عندَ النّاسِ ما عندَ نفسِه وَذلكَ ما لا تَدّعيهِ الضّرَاغِمُ وقال أيضاً:- لكل امرئ من دهره ما تعودا وعادات سيف الدولة الطعن في العدا و ن يكذب الإرجاف عنه بضده و يمسي بما تنوي أعاديه أسعدا ورب مريد ضره ضر نفسه و هاد إليه الجيش أهدى و ما هدى ومستكبر لم يعرف الله ساعة رأى سيفه في كفه فتشهدا هو البحر غص فيه إذا كان راكدا على الدر و احذره إذا كان مزبدا فإني رأيت البحر يعثر بالفتى وهذا الذي يأتي الفتى متعمدا تظل ملوك الأرض خاشعة له تفارقه هلكى وتلقاه سجدا وتحيي له المال الصوارم والقنا و يقتل ما يحيي التبسم والجدا ذكي تظنيه طليعة عينه يرى قلبه في يومه ما ترى غدا المتنبي يعاتب سيف الدولة الحمداني واحـر قلــــباه ممــن قلبــه شبــم ومن بجسمـي وحـالي عنده سقـم مـــا لـي أكتم حبا قد برى جسدي وتدعي حب سيف الدولة الأمم إن كــــان يجمعــنا حب لغرتــه فليت أنا بقدر الحــــب نقتســـم قد زرته و سيوف الهند مغمـــدة وقد نظرت إليه و السيـوف دم فكان أحسن خلــــق الله كلهـــم وكـان أحسن مافي الأحسن الشيم فوت العــدو الذي يممـــته ظفر في طــيه أسف في طـــيه نعــــم قد ناب عنك الخوف واصطنعت لك المهابــــــة مالا تصنع البهم ألزمت نفسك شيــــئا ليس يلزمها أن لا يواريـهم بحر و لا علم أكلــما رمت جــيشا فانثنى هربا من كلمات المتنبي في مدح كافور إنما التهنئاتُ للأكفاءِ ولمن يدَّني منَ البُعداءِ وأنا منك لا يُهَنِّي عضوٌ بالمسراتِ سائرَ الأعضاءِ مستقِلٌّ لك الدِّيارَ ولو كان نجوماً آجُرُّ هذا البناءِ وقال أيضا:- ترعرعَ المَلِكُ الأستاذُ مُكتهِلاً قبل اكتِهالٍ أديباً قبلَ تأديبِ مُجرَّباً فَهَماً مِنْ قَبْلِ تَجرِبَةٍ مُهذَّباً كرَماً مِنْ غيرِ تهذيبِ حتى أصابَ منَ الدنيا نهايتها وهمُّهُ في ابتداءاتٍ وتشبيبِ يُدَبِّرُ المُلْكَ من مصرٍ إلى عدَنٍ إلى العراقِ فأرضِ الرُّومِ فالنُّوبِ وكذلك قال:- وما طرَبي لمَّا رأيتُكَ بِدعةً لقد كُنتُ أرجو أنْ أراكَ فأطربُ وتعذلُني فيكَ القوافي وهِمَّتي كأني بمدحٍ قبل مدحِكَ مُذنِبُ ولكنَّهُ طالَ الطَّريقُ ولم أزَلْ أُفَتَّشُ عن هذا الكلامِ ويُنهَبُ وأيضاً:- لياليَ عندَ البيضِ فَوْدَايَ فِتنَةٌ وفخرٌ، وذاكَ الفخرُ عنديَ عابُ فكيف أَذُمُّ اليومَ ما كُنتُ أشتهي وأدعو بما أشكوه حِينَ أُجابُ جلا اللونُ عن لونٍ هدَى كلَّ مسلَكٍ كما انجابَ عن ضوءِ النَّهارِ ضبابُ من أجمل قصائد المتنبي عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ لَوْلا العُلى لم تجُبْ بي ما أجوبُ بهَا وَجْنَاءُ حَرْفٌ وَلا جَرْداءُ قَيْدودُ وَكَانَ أطيَبَ مِنْ سَيفي مُعانَقَةً أشْبَاهُ رَوْنَقِهِ الغِيدُ الأمَاليدُ لم يَترُكِ الدّهْرُ مِنْ قَلبي وَلا كبدي شَيْئاً تُتَيّمُهُ عَينٌ وَلا جِيدُ يا سَاقِيَيَّ أخَمْرٌ في كُؤوسكُما أمْ في كُؤوسِكُمَا هَمٌّ وَتَسهيدُ؟ أصَخْرَةٌ أنَا، ما لي لا تُحَرّكُني هَذِي المُدامُ وَلا هَذي الأغَارِيدُ إذا أرَدْتُ كُمَيْتَ اللّوْنِ صَافِيَةً وَجَدْتُهَا وَحَبيبُ النّفسِ مَفقُودُ ماذا لَقيتُ منَ الدّنْيَا وَأعْجَبُهُ أني بمَا أنَا شاكٍ مِنْهُ مَحْسُودُ أمْسَيْتُ أرْوَحَ مُثْرٍ خَازِناً وَيَداً أنَا الغَنيّ وَأمْوَالي المَوَاعِيدُ إنّي نَزَلْتُ بكَذّابِينَ، ضَيْفُهُمُ عَنِ القِرَى وَعَنِ الترْحالِ محْدُودُ جودُ الرّجالِ من الأيدي وَجُودُهُمُ منَ اللّسانِ، فَلا كانوا وَلا الجُودُ ما يَقبضُ المَوْتُ نَفساً من نفوسِهِمُ إلاّ وَفي يَدِهِ مِنْ نَتْنِهَا عُودُ أكُلّمَا اغتَالَ عَبدُ السّوْءِ سَيّدَهُ أوْ خَانَهُ فَلَهُ في مصرَ تَمْهِيدُ صَارَ الخَصِيّ إمَامَ الآبِقِينَ بِهَا فالحُرّ مُسْتَعْبَدٌ وَالعَبْدُ مَعْبُودُ نَامَتْ نَوَاطِيرُ مِصرٍ عَنْ ثَعَالِبِها فَقَدْ بَشِمْنَ وَما تَفنى العَنَاقيدُ العَبْدُ لَيْسَ لِحُرٍّ صَالِحٍ بأخٍ لَوْ أنّهُ في ثِيَابِ الحُرّ مَوْلُودُ لا تَشْتَرِ العَبْدَ إلاّ وَالعَصَا مَعَهُ إنّ العَبيدَ لأنْجَاسٌ مَنَاكِيدُ ما كُنتُ أحْسَبُني أحْيَا إلى زَمَنٍ يُسِيءُ بي فيهِ عَبْدٌ وَهْوَ مَحْمُودُ ولا تَوَهّمْتُ أنّ النّاسَ قَدْ فُقِدوا وَأنّ مِثْلَ أبي البَيْضاءِ مَوْجودُ وَأنّ ذا الأسْوَدَ المَثْقُوبَ مَشْفَرُهُ تُطيعُهُ ذي العَضَاريطُ الرّعاديد جَوْعانُ يأكُلُ مِنْ زادي وَيُمسِكني لكَيْ يُقالَ عَظيمُ القَدرِ مَقْصُودُ وَيْلُمِّهَا خُطّةً وَيْلُمِّ قَابِلِهَا لِمِثْلِها خُلِقَ المَهْرِيّةُ القُودُ وَعِنْدَها لَذّ طَعْمَ المَوْتِ شَارِبُهُ إنّ المَنِيّةَ عِنْدَ الذّلّ قِنْديدُ مَنْ عَلّمَ الأسْوَدَ المَخصِيّ مكرُمَةً أقَوْمُهُ البِيضُ أمْ آبَاؤهُ الصِّيدُ أمْ أُذْنُهُ في يَدِ النّخّاسِ دامِيَةً أمْ قَدْرُهُ وَهْوَ بالفِلْسَينِ مَرْدودُ أوْلى اللّئَامِ كُوَيْفِيرٌ بمَعْذِرَةٍ في كلّ لُؤمٍ، وَبَعضُ العُذرِ تَفنيدُ وَذاكَ أنّ الفُحُولَ البِيضَ عاجِزَةٌ عنِ الجَميلِ فكَيفَ الخِصْيةُ السّودُ؟ من كلمات المتنبي في الهجاء قِفَا تَرَيَا وَدْقي فهاتَا المخايِلُ، ولا تَخشَيا خُلفاً لِما أنا قائِلُ رَماني خِساسُ النَّاسِ مِن صَائبِ استِهِ، وآخَرَ قُطنٌ من يَديهِ الجَنَادِلُ ومِن جَاهلٍ بي وهوَ يَجهَلُ جَهلَهُ ويَجهَلُ عِلمي أنَّهُ بي جاهِلُ ويَجهَلُ أنِّي مالكَ الأرْضِ مُعسِرٌ وأنّي على ظَهرِ السِّماكَينِ رَاجِلُ تُحَقِّرُ عِندي هِمَّتي كُلَّ مطلَبٍ، ويَقصُرُ في عَيني المَدى المُتَطاوِلُ وما زِلتُ طَوْداً لا تَزُولُ مَنَاكبي إلى أنْ بَدَتْ للضّيْمِ فيَّ زَلازِلُ فقَلْقَلتُ بالهَمِّ الذي قَلْقَلَ الحَشَا قَلاقِلَ عِيسٍ كُلُّهنَّ قَلاقِلُ إذا اللّيْلُ وارَانَا أرَتْنا خِفافُها بقَدحِ الحَصَى ما لا تُرينا المَشاعِلُ كأنِّي مِنَ الوَجْناءِ في ظَهرِ مَوجَةٍ رَمَتْ بي بحاراً ما لَهُنَّ سَواحِلُ يُخَيَّلُ لي أنَّ البِلادَ مَسَامِعي وأنّيَ فيها ما تَقُولُ العَواذِلُ وَمَنْ يَبغِ ما أبْغي مِنَ المَجْدِ والعُلى تَسَاوَ المَحايي عِنْدَهُ وَالمَقاتِلُ ألا لَيسَتِ الحاجاتُ إلَّا نُفُوسَكمْ ولَيسَ لَنا إلاّ السّيوفَ وَسائِلُ فَمَا وَرَدَتْ رُوحَ امرءٍ رُوحُهُ له، ولا صَدَرَتْ عن باخِلٍ وهوَ باخِلُ
ترسيخ بعض القيم عند الطلاب كان الدليل في حركة دائمة دائبة، لا يهدأ ولا يسكن يصعد في ذروة جبل، وينظر ثم يهبط ويصعد أخرى، فلا يرى شيئاً حتى قال: أبشروا هذه شروري

قصيدة بم التعلل لا أهل ولا وطن للشاعر المتنبي

والوز عايم ع الميه هيتين علي هيه.

26
ديوان المتنبي
في جَحفَلٍ سَتَرَ العُيونَ غُبارُهُ فَكَأَنَّما يُبصِرنَ بِالآذانِ يَرمي بِها البَلَدَ البَعيدَ مُظَفَّرٌ كُلُّ البَعيدِ لَهُ قَريبٌ دانِ فَكَأَنَّ أَرجُلَها بِتُربَةِ مَنبِجٍ يَطرَحنَ أَيدِيَها بِحِصنِ الرانِ حَتّى عَبَرنَ بِأَرسَناسَ سَوابِحًا يَنشُرنَ فيهِ عَمائِمَ الفُرسانِ يَقمُصنَ في مِثلِ المُدى مِن بارِدٍ يَذَرُ الفُحولَ وَهُنَّ كَالخِصيانِ وَالماءُ بَينَ عَجاجَتَينِ مُخَلِّصٌ تَتَفَرَّقانِ بِهِ وَتَلتَقِيانِ الجحفل في البيت الأوّل هو الجيش العظيم، أيْ في جيشٍ عظيمٍ وقويّ، غباره كثيف يملأ المكان ويستر الأعين حتى لا تبان فيه الخيل مع دقّة حاسّة نظرها وإذا شعرت بشيء نصبت آذانها كأنّها بآذانها تبصر، ويُريد الشاعر بالبيت الثاني سعة خطوات الخيل في العدْو، كأنّ أرجلها بالشّام وأيديها بالرّوم، فالمنبج هو الشام وحسن الران المقصود بها في الروم، أي كأنّها تقصد أن تَصِل إلى الرّوم وتبلغها بخطوة واحدة، أمّا البيت الثالث فيقول الشاعر إنّ الخيول من شدّة سُرعتها في السّباحة تعبر نهر أَرسَناس وهو نهر بالروم ماؤه بارد جدًا، فتُسرع في السباحة وتنشر عمائم فرسانها
ما أنصف القوم ضبه وأمه الطرطبه
أبو الطيب المتنبي