فلربما أن إبراهيم كان يظنهم في بداية الزيارة ضيوفاً عاديين، ولكن ما هي إلا سويعات بعد أن ذبح لهم العجل وقدّمه لهم حتى تحصل لإبراهيم الدليل فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ بأنهم ليسوا كذلك، أي لم يكونوا ضيوفاً عاديين | قال: فما شرابكم؟ قالت: الماء |
---|---|
ثم قال: "والصحيح أنه وُلِدَ ببابل" | ومعنى يسومونكم يولونكم قاله أبو عبيدة كما يقال سامه خطة خسف إذا أولاه إياها قال : عمرو بن كلثوم : إذا ما الملك سام الناس خسفا أبينا أن نقر الخسف فينا وقيل معناه يديمون عذابكم كما يقال سائمة الغنم من إدامتها الرعي |
« فلما جاء إسماعيل قال: هل أتاكم من أحد؟ قالت: نعم أتانا شيخ حسن الهيئة، وأثنت عليه، فسألني عنك، فأخبرته، فسألني كيف عيشنا؟ فأخبرته أنَّا بخير، قال: فأوصاكِ بشيء؟ قالت: نعم هو يقرأ عليك السلام، ويأمرك أن تثبِّت عتبة بابك.
5فهم — كما زعمنا على الدوام- يفسرون الغيبيات بالغيبيات، فالقصة نفسها في كتاب الله قد أشكلت على العامة من مثلي، ولكني في الوقت ذاته لا أجد في تفسيرات أهل الدراية سادتنا العلماء لهذه القصص ما يجعل الصورة أكثر وضوحاً، أو ما يمكن أن يزيل الإرباك الذي يقع في نفسي عندما أقرأها من كتاب الله لوحدي | ثم سقطت دولة بابل في يد الفرس في عهد ملكهم قورش سنة 538 ق |
---|---|
المطلب السابع: تشتتهم في الأرض: في زمن سيطرة الرومان على منطقة فلسطين بُعث المسيح عليه السلام، وبعد رفعه وقع بلاء شديد على اليهود في فلسطين، حيث قاموا بثورات ضد الرومان، مما جعل القائد الروماني تيطس عام 70م؛ يجتهد في استئصالهم والفتك بهم وسبي أعداد كبيرة منهم وتهجيرها، ودمَّر بيت المقدس ومعبد اليهود، وكان هذا التدمير الثاني للهيكل، وقد زاد في تدمير الهيكل الحاكم الروماني أدريان سنة 135م ، حيث أمر جنوده بتسوية الهيكل بالأرض، وبنى فيها معبداً لكبير آلهة الرومان الذي يسمونه جوبتير وهدم كل شيءٍ في المدينة، ولم يترك فيها يهوديًّا واحداً، ثم منع اليهود من دخول المدينة، وجعل عقوبة ذلك الإعدام، ثم سمح لليهود بالمجيء إلى بيت المقدس يوماً واحداً في السنة، والوقوف على جدار بقي قائماً من سور المعبد، وهو الجزء الغربي منه، وهو الذي يُسمَّى حائط المبكى | مسخ بني إسرائيل قردةً كان الله -تعالى- قد اختبر بني إسرائيل في تحريم صيد الحيتان عليهم يوم السبت؛ ثمّ زاد بالاختبار عليهم أنّ جعل الحيتان تكثر يوم السبت وتقلّ في سائر الأيام؛ حتى يصطادونها بشقّ الأنفس، فأراد نفرٌ من بني إسرائيل الاحتيال على أمر الله -تعالى-؛ فصاروا يصطادون الحيتان يوم السبت، ويشوونها للأكل في يومٍ آخرٍ غير السبت؛ لكنّ الله -تعالى- لم يرضَ لهم هذا الفعل وحوّلهم قردةً؛ فكان القرد منهم يعرف أقاربه من الإنس، ويحاول أنّ يُكلّمه ويلتصق به؛ ويُنكره قريبه من الإنس ويُوشك ألّا يعرفه |
ولو تدبرنا السياقات القرآنية الخاصة باستعباد بني إسرائيل في أرض مصر لوجدنا أن من كان يقتل أبناء بني إسرائيل في أرض مصر ليس فرعون مصر فقط وإنما آل فرعون: فآل فرعون كان دائمين على تقتيل أبناء بني إسرائيل واستحياء نسائهم وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ، ولما تلكأ فرعون قليلاً عن الاستمرار في ذلك الفعل جاء التحريض واضح من القوم وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ، فاستأنف فرعون هذا فعل التقتيل قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ، ولكن سطوة آل فرعون على بني إسرائيل كانت سابقة وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ.
8وذات يومٍ نسيت أم موسى عليه السلام أن تربط التابوت، فأخذ النَّهر التابوت الذي به موسى وحمله إلى ضفافِ بيت فرعون، فلما رأته الجواري سحبنه ولم يفتحن التَّابوت وذهبن به إلى "آسيا" زوجة فرعون، فلما فتحت آسيا التابوت ورأت وجه موسى عليه السلام مضيئاً وجميلاً، أحبته، فرآه فرعون وأمر بقتله، فعندها قالت زوجته آسيا: فلنتخذه قرَّةَ عينٍ لي ولك، فقال فرعون: لك نعم، أما لي فلا | |
---|---|
عداوة فرعون لبني إسرائيل كان فرعون يملك مصر التي كان يعيش بها شعبان، أمَّةُ الأقباط وهم الذين كان منهم فرعون وبيدهم الحكم وملك مصر، وأمَّة بني إسرائيل الذين كان منهم نبيُّ الله موسى عليه السلام، حيث إنهم كانوا مهانين وعبارةً عن عبيد لفرعون وقومه | وهذا الوضع لا زال قائماً، والأيام مليئة، وكل يوم يظهر الهدف واضحاً، وتظهر الشخصية اليهودية الحقيقية أكثر وأوضح، وما لم يفق المسلمون لواقعهم المرير، وينظروا لمستقبلهم بالعين المستبصرة بنور الله، المهتدية بشرعه الواثقة من نصره، فإنه لن يتغير الحال، بل ستزداد الأزمات والمصائب على العالم الإسلامي، حتى يأذن الله بأمره وتعود الأمة إلى ربها ودينها، فتكون جديرةً بنصر الله واستعادة مقدساتها |
وبعد ذلك مرض إسحاق، ومات عن مائة وثمانين سنة، ودفنه ابناه: العيص، ويعقوب مع أبيه الخليل عليهم السلام.
9