وقد سبق آنفا أنه يشرع في سجود التلاوة ما يشرع في سجود الصلاة وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا في سجود التلاوة بقوله : " اللهم اكتب لي بها عندك أجرا وامح عني بها وزرا واجعلها لي عندك ذخرا وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود عليه السلام" رواه الترمذي 528 والواجب في ذلك قول : سبحان ربي الأعلى ، كالواجب | ووجه الاستدلال: أن المشركين لا يتطهرون ، ولا يصح منهم ، والمسلمون يستبعد أن يكونوا كلهم على وضوء في ذلك الحين ، ورغم ذلك لم يرد أن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر على المشركين سجودهم لأجل عدم الطهارة ، ولا أنه ذكر للمسلمين اشتراط ذلك |
---|---|
والسنة استقبال القبلة إذا تيسر ذلك، وسجدة التلاوة ليست مثل الصلاة، بل هي خضوع لله، وتأسٍّ | هنا في سجود التلاوة يشرع سجود التلاوة للتالي للقارئ، هذا بالاتفاق، أيضًا يشرع للمستمع الذي يقصد الاستماع، ومما يدل لهذا حديث ابن عمر رضي الله عنه، قال «كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ علينا السورة في السجدة فيسجد ونسجد معه حتى ما يجد أحدنا موضع لجبهته» |
إذًا ذكرنا القولين، والقول الراجح والله أعلم هو قول الجمهور، وهو أن جود التلاوة مستحب وليس واجبًا، لقوة أدلته، خاصة أن عمر فعله على المنبر أمام الصحابة، فيكون كالإجماع من الصحابة على عدم وجوب سجود التلاوة.
7ويشرع فيه التكبير عند السجود لأنه قد ثبت من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ما يدل على ذلك | سجود التلاوة أو سجدة التلاوة هو: الذي يكون في الصلاة دون السجود خلال الركعة، بل عند قراءة فيها سجود في وهي: خمس عشرة آية سجدة ، ويكون سجدة واحدة ثم يعود المصلي إلى حال القيام لإكمال القراءة من الآيات، وإكمال إذا كانت الاية التي بها السجود أثناء الصلاة، وله الخيار أيضاً أن يركع دون قراءة، وإذا كانت فقط أثناء تلاوة القران فيكون السجود سجدة واحدة فقط |
---|---|
فما دام أن مبناه على التوقيف نسأل الآن سجدة ص هل سجد النبي صلى الله عليه وسلم عندها أو ما سجد؟ سجد كما في صحيح البخاري، وهذا كافي لإثبات المشروعية، وعلى ذلك فالقول الراجح هو أنه يشرع السجود عند سجدة ص ، وعلى هذا فتكون مواضع السجود خمسة عشرة سجدة، وليس أربع عشرة سجدة كما قال المؤلف | والقول الأول كما ذكرت هو مذهب الحنفية، والعجيب أن الإمام ابن تيمية رحمه الله اختاره مع قوة أدلة الجمهور، لكن الصواب هو قول الجمهور، يعني ممكن حديث زيد بن ثابت قد يجاب عنه، لكن قصة عمر هذه قوية، يعني الاستدلال بها قوي، كالإجماع من الصحابة على عدم وجوب سجود التلاوة |
وحديث سجود المشركين رواه البخاري 1071 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَ بِالنَّجْمِ ، وَسَجَدَ مَعَهُ المُسْلِمُونَ وَالمُشْرِكُونَ ، وَالجِنُّ وَالإِنْسُ.