فاعترض عمر على هذا قائلا: «فمن جاء بعد عمر قيل له خليفه خليفه خليفه رسول الله فيطول ذلك و لكن اجمعوا على اسم تدعون فيه الخليفه يدعي فيه من بعدة الخلفاء» فقال بعض اصحاب الرسول: «نحن المؤمنون و عمر اميرنا» | فأخذ الصحابة الذين جمعهم يتعفَّفون، فيرى كل منهم في الآخر قدرة أكبر على تولي مسؤولية الخلافة، فعادوا إلى أبي بكر وقالوا له طالبين مساعدته باختيار الخليفة: "أرنا يا خليفة رسول الله رأيك"، قال: "فأمهلوني حتى أنظر لله ولدينه ولعباده" |
---|---|
ومن بعيدٍ نظرت قريش إلى عمر وإلى حمزة وهما يتقدمان المسلمين، فَعَلتْ وجوهَهُم كآبة شديدة، يقول عمر: « فسماني رسول الله الفاروق يومئذٍ» | ثم دفعها إلى ولده وقال له : إذا أنا مت فاجعلها في كفني ألقى بها ربي |
ثم عرض عليهم أحد مرافقيه ليُصبَح الخليفة فقال: "لقد رضيتُ لكم أحد هذين الرجلين - عُمَر وأبي عبيدة أمين هذه الأمة-".
استمرَّ القتال أربعة أيام على أشده، فلما جاء اليوم الرابع قتل رستم وهزم الفرس وكانت تلك نهاية المعركة | ولا تخلو تلك القصص من قليل من المبالغات |
---|---|
وقيل حدث ذلك آخر سنة الموافقة لذات العام الميلادي سالف الذكر | شخصيّة عمر بن الخطّاب وخلافته امتلك عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- سماتٍ شخصيّةٍ أهلّته لأن يكون من الرِّجال الذين كان لهم دوراً في رسم خطوط التاريخ، فقد كان صاحب إرادةٍ، وذو شخصيّةٍ قويةٍ، عازمٌ وحازمٌ، وله هَيبةٌ بين الناس، ولديه من العلم ورجاحة العقل وحُسْن التصرّف ما جعله في الجاهليّة سفيراً ، حيث كان من القلائل الذين يعرفون القراءة والكتابة، كما عُرف عنه الجديّة، وقلّة الضحك، وجَهوريّة الصوت، وتميّز -رضي الله عنه- بالمسؤؤلية، والفراسة، والعَدْل، وكان إسلامه في السنة الخامسة من البعثة عزّةً ونَصرٌ للدِّين، وعشر سنواتٍ من الخلافة مليئةً بالرّحمة والعَدْل والفتوحات، حيث تولّاها سنة ثلاث عشرة من الهجرة، بعد وفاة -رضي الله عنه- الذي عهد له بها، وذلك حرصاً على وحدة المسلمين، وإغلاق أبواب الخلاف بينهم، فقد شَهِد أبو بكر الصّديق والصحابة -رضي الله عنهم- له بالشدّة بلا عنفٍ، واللين بلا ضعفٍ، وبالقدرة على تحمّل مسؤؤليات الخلافة |
ووفق الرواية السنية فإن عمرَ خطب أم كلثوم وهي صغيرة، فقيل له: "ما تريد إليها؟"، قال: "إني سمعت يقول: "كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي".
3