التّرادف: وهو أن يدلّ عددٌ من الكلمات على نفس المَعنى المراد | إن اللغة العربية هي الأداة التي نقلت الثقافة العربية عبر القرون، وعن طريقها وبوساطتها اتصلت الأجيال العربية جيلاً بعد جيل في عصور طويلة، وهي التي حملت الإسلام وما انبثق عنه من حضارات وثقافات، وبها توحد العرب قديماً وبها يتوحدون اليوم ويؤلفون في هذا العالم رقعة من الأرض تتحدث بلسان واحد وتصوغ أفكارها وقوانينها وعواطفها في لغة واحدة على تنائي الديار واختلاف الأقطار وتعدد الدول |
---|---|
وهذا مجرد هروب من مواجهة الحقيقة الصعبة في توصيف أزمة الهوية التي أوقعوا أنفسهم فيها عندما تساهلوا في مقومات هويتهم وفكرهم وانتمائهم، لأن الإنسان بطبعه الاجتماعي غير قادر على الانسلاخ عن هويته، فهي كوامن نفسية وذاتية وسلوكية وجينية تتركب منها شخصيته، لا يمكنه التخلي عنها بقراره الفردي، كما أنها لم تتشكل بداخله بقراره الفردي كذلك، بل هي نتيجة تراكم من التفاعلات الفكرية والاجتماعية واللغوية في أجيال متتالية ساهمت جميعها في تكوين ثقافته وفكره وهويته |
واللغة هي الأُمّ التي تَنسُج شبكة الوِفاق والتآلف بين أفراد المجتمع وجماعاته، ونظمه ومؤسساته، وقيمه ومعتقداته، فلا وِفاقَ دون لُغة، ولا مُجتمع دون وِفاق.
18إن اللهجة العامية ليست لغةً بل هي طريقة شعبية أو أسلوب للتعبير عند الشعوب، أو لهجة تطورت مع الزمن واختلاط الشعوب العربية بغيرها نتيجة التجارة أو نتيجة استعمار بعض الدول للشعوب والدول الأخرى، حيث دخلت العديد من المصطلحات الأجنبية عند هذه الشعوب حتى غدت لغة التداول اليومية، كما يرجع أيضاَ تشكل اللهجة إلى تطور المجتمعات البشرية عبر العصور | أما الدراسة العلمية الحديثة أكدت أن اللغات الساميات الثلاث وهما اللغة العربية والعبرية والسريانية تنحدر تحت أصل لغوي واحد وينام بعض الكتب القديمة باللغات تظهر اختلافات بسيطة عن عربية القرآن وفي الشعر الجاهلي وهي لغة شمال شبة الجزيرة العربية أما عن اللغات السامية بالجنوب يرونها اللغويون العرب بأنها لغات رديئة ولا تنتمي إلي العربية ويعتبرون لغة قريش في الأصل رغم أن اللغات السامية الجنوبية قد تكون من أقدم اللغات حتى قبل اللغة العربية التي تكلمت بها قريش |
---|---|
واللغة العربية هي لغة متميزة من الناحية الصوتية؛ فقد اشتملت على جميع الأصوات في اللغات السامية | كثرة المُفردات: تزخر اللّغة العربيّة بعددٍ وافرٍ جدّاً من المُفردات، ولا تحتوي لغةٌ أخرى على عدد أكثر أو يُساوي العدد الذي تحتويه لغة الضّاد |
.
فهي اللغة التي يبنى عليها فكر الأسرة وثقافتها والتي ينشأ عليها أبناؤهم | وهي البيئة الفكرية التي نعيش فيها، وحلقة الوصل التي تربط الماضي بالحاضر بالمستقبل |
---|---|
لقد شارك الأعاجم الذين دخلوا الإسلام في عبء شرح قواعد العربية وآدابها للآخرين فكانوا علماء النحو والصرف والبلاغة بفنونها الثلاثة : المعاني ، والبيان ، والبديع |
إن فلاسفة العلوم الاجتماعية وعلماء اللسانيات والتربويين في أوربا والغرب قد بينوا بوضوح لقادة دولهم أن السبيل إلى إعادة إحياء الأجيال التي تدمرت وتشرذمت بعد حربين عالميتين، وتَحوَّلَت إلى مُهدّدٍ فكري واجتماعي واقتصادي، وأن السبيل لذلك هو حرية الإنسان التي هي أساس متين لتعلم أبناء المهاجرين لغتهم الأم، وأن الحفاظ عليها باعتبارها أحد أهم عوامل الاستقرار النفسي الذي يحقق التوازن النفسي والسلوكي للإنسان، ويجعل منه واعيًا لحدود فكره عند تواصله مع أبناء مجتمعه الذي يعيش معه، منطلقاً من هويته المركزية ومن التنمية التي اكتسبها في مجتمعه الجديد، فيحقق بذلك صفته الاجتماعية في المساهمات النافعة اجتماعيًا واقتصاديًا وثقافيًا والأهم هنا أمنيًا.
30