وعلى هذا ، فمن حلف برأسه ، فقد ارتكب أمراً محرماً ، وعليه التوبة إلى الله تعالى ، والندم على ما فعل ، والعزم على عدم العودة إلى ذلك مرة أخرى ، وليس عليه كفارة إذا أخل بما حلف عليه ، لأن هذه اليمين يمين محرمة لا يترتب عليها ما يترتب على الحلف بالله | قال الشيخ محمد الامين الشنقيطي رحمه الله تعالى: " قوله تعالى: رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ، لم يبين هنا هل أجاب دعاءهم هذا أو لا؟ وأشار إلى أنه أجابه بقوله في الخطأ: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا الآية، وأشار إلى أنه أجابه في النسيان بقوله: وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ، فإنه ظاهر في أنه قبل الذكرى لا إثم عليه في ذلك |
---|---|
يمين اللغو يدلّ يمين اللغو على معنيين؛ أوّلهما: أن يحلف المسّلم باسم من أسماء الله -تعالى- على أمرٍ من الأمور لغواً دون التأكّد من الأمر، وجاء عن رضي الله عنها: أُنزِلَتْ هذه الآية: لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ، في قولِ الرجلِ: لا واللهِ، وبَلَى واللهِ ، وثانيها: أن يحلف المسّلم على أمرٍ يظنّه صواباً، أو يظنّه حصل فعلاً، ثمّ يتبين أنّه كان على خطأ، واختلف العلماء في كفّارة يمين اللغو؛ فمنهم من قال بعدم الكفّارة للأمر الذي ظنّه صواباً ثمّ ظهر أنّه غير ذلك، ومنهم من قال إنّ من حلف ثمّ ظهر له غير ما يخالف الأمر الذي حلف عليه فهو غير مُؤاخذ؛ لأنّه لم يكن يعلم، وتفسير الآية الكريمة: لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ ، أنّ الله -تعالى- لا يُحاسب العباد على الأيمان التي تخرج لغواً، وإنّما يُحاسبهم على الأيمان المنّعقدة | وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! لأن الحلف بالمخلوق لا يجوز |
فهذا يجب عليه أن يفعل الواجب، ويترك المحرم، ويكفِّر عن يمينه | |
---|---|
عند إدراك حقيقة الحلف بغير الله و هو من المحرمات و يدخل تحت بند الكفر و الشرك يدرك المسلم و يبدأ بتعويد نفسه عند القسم و الحلف أن ينطق لسانه بالحلف بالله ،و إن نطقها بدون قصد فعليه التّوبة، و عليه أيضا النّصيحة إن سمع فلان يحلف بغير الله تعالى ، الحلف بالله هو اليمين الصّادق أي أشهد الله تعالى على أنه صادق و عندما يكذب في حلفه يكون كاذباً و يحاسب يوم القيامة على ذلك و الحلف بغير الله تعالى كأننا نجعل لله نداً و العياذ بالله في قدرته على الأمور و مشيئته ، و يرتبط حلف اليمين أيضاً بالشهادة و من حلف بغير الله شهد بغير حق ، لذلك عند أول الشهادة في مسألة فأول ما يحلف الشخص يحلف بالله أي ألزم الصّدق في كلامه | الثالث: نذر المكروه:كأن يقول: لله عليّ أن آكل هذا الثوم ونحو ذلك من المكروهات |
قال تعالي وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ المائدة،89 قوله تعالى : } وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ { 6 | قال ابن ميادة: أظنت سِفاها من سَفاهة رأيها |
---|---|
حكم الحلف بغير الله الحلف بغير الله عز وجل يعد شرك اصغر وهو من المحرمات، وذلك لان الحلف تعظيم للمحلوف به، والتعظيم لا يكون الا لله سبحانه وتعالي، فلا يجوز للانسان أن يقول والنبي، والقمر، وحياتك، والكعبة، وقد يكون الحلف بغير الله سبحانه شركاً أكبر عندما تكون نية الحالف هو تعظيم المحلوف به عمداً | ضرورة حفظ اليمين قد أمر الله تعالى عباده بحفظ أيمانهم حينما قال عزّ من قائلٍ: وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ، ومعنى حفظ كما قال المفسرون أن يحفظَها المسلم من الحنث فيها، وكذلك حفظها بأداء الكفارة عنها إذا حنث فيها، وحفظها من الامتهان بسبب كثرة الحلف، كما أنّ من مظاهر حفظ اليمين ألا يحلفَ المسلم بالله كذباً |
اليمين الغموس : وهو الحلف علي شئ قديم كذباً، وهو إثم ولا كفارة فيه، وتجب التوبة فيه.