سفر المرأة بلا محرم. الفتاوى

السؤال: هذه الرسالة من عنيزة، من مستشفى الحميات عبد الله سليمان الغانم يسأل عن سفر المرأة دون محرم، ويقصد به الموظفات، يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين -حفظه الله- أعرض عليكم ما ذهب إليه بعض الناس من التحاق بناتهم بوظيفة مدرسة بغير المدينة التي تقيم بها، حيث يرون أنهم قد احتاطوا مع من يثقون بهم من أصحاب سيارات الأجرة بالإضافة إلى وجود مرافقة معه، إما أخته من الرضاع أو شقيقته أو زوجته -يعني أخت السائق أو شقيقته- ويخشون أيضاً أنهم لو منعوهن قد يحصل لها رد فعل كما يرون أن بعض طلبة العلم وهم قدوة قد سمحوا لبناتهم بمثل ذلك، فهل يستنتج من مثل ذلك أن المسافات التي من ستين كيلو فما دونها يجوز فيها سفر المرأة دون أن يكون معها محرم رجل؟ أفيدونا أفادكم الله الحالات التي يجوز للمرأة أن تسافر فيها أجمع علماءُ الأمة على إباحة سفر المرأة المسلمة وحدها في حالات معينة، ومن هذه الحالات أن تسافرَ من دار الحرب إلى دار الإسلام، أو أن تكونَ أسيرةً، ثمّ تتمكن من الهرب، أو أن تكونَ ناشزاً، ثمّ ترجع عن نشوزها، أو في حالة الخوف على نفسها، أو أن تريدَ ردَّ وديعة، أو قضاء دين، وقد قيّد العلماءُ سفرَ المرأة دون محرم لأمر مشروع بشروط، منها أن يكونَ سفرُها مع رفقة مأمونة من النساء المسلمات اللاتي يُعرَفن بالتقوى والصلاح، وكذلك أن تأمنَ الفتنة على نفسها في السفر، وأن تأمنَ الطرق، وأخيراً أن تكونَ ملتزمةً في سفرها
فاختلف فيه على قولين : ـ أولهما : جواز السفر مع غير محرم مع شرط الأمـن ـ وسبق ـ ، وهو وجه عند الشافعية وقول محكي عن مالك رحمه الله كما أن من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من امتنعت من السفر، روى أحمد وأبو داود وصححه الحافظ في "الفتح" أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنسائه في حجة الوداع: هذه ثم ظهور الحصر

حكم سفر المرأة بدون محرم مع الأمن

ولهذا لا حرج أن تحج مع توافر هذا الجو الذي يوحى بكل اطمئنان وأمان.

30
هل يجوز سفر المرأة بدون محرم
ومستند هذا الحكم ما رواه البخاري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسافر المرأة إلا مع ذى محرم، ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم"
الحكمة من منع المرأة من السفر بغير محرم
والإمام مالك لا يشترط الزوج أو المحرم في سفر الفريضة، وقال الباجي من المالكية: إن الكبيرة غير المشتهاة يجوز سفرها بلا زوج ولا محرم
حكم سفر المرأة لزوجها بغير محرم
الثانية: إن ما حرم لذاته لا يباح إلا للضرورة، أما ما حرم لسد الذريعة فيباح للحاجة
وعليه فهؤلاء المدرسات اللاتي يخرجن إلى القرى المجاورة إذا كان معهن نساء كما هو في نفس السؤال وقد أمنت الفتنة وسيرجعن في يومهن فإن هذا لا يعتبر سفراً، وعليه فلا بأس من ذلك، لا بأس أن يذهبن إلى القرى المجاورة بدون محرم إذا كن يرجعن في نفس اليوم؛ لأن ذلك لا يعتبر سفراً، ولا يتأهب له الإنسان أهبة السفر، ولا يقول الناس أنه مسافر فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ فِي جَيْشِ كَذَا وَكَذَا وَامْرَأَتِي تُرِيدُ الْحَجَّ
فهذه الحال لا يُشْتَرط للمرأة فيها مَحْرم اتفاقاً فهذه الحال مُخْتَلف في اشتراط المَحْرميَّة لها على قولين مشهورين : ـ أولهما : أن المحرم شرط فيها

حكم حج المرأة مع نساء بدون محرم

فقام رجل فقال: يا رسول الله؛ اكتُتِبْتُ في غزوة كذا وكذا، وخَرَجَتِ امرأتي حاجَّةً.

1
حج المرأة بلا محرم
وعليه لو قيل : إن ثلاثة أيام عند القائلين بـها، المقصود منها ألا تَبْقى المرأة في سفرها مدة ثلاثة أيام ، لكن لو قطعت مسافة مسيرة ثلاثة أيام في يومٍ لجاز لها السفر ، وعلى القول به : فيجوز السفر للمرأة إلى مشارق الأرض ومغاربـها بالطائرة ؛ لأن السفر فيها تُقطع فيه المسافات في أقل من ثلاثة أيام عادة! وقد روى الدارقطني وصححه أبو عوانة حديث الباب من طريق ا بن جريج عن عمرو بن دينار بلفظ لا تحجن امرأة إلا ومعها ذو محرم، فنص في نفس الحديث على منع الحج، فكيف يخص من بقية الأسفار، والمشهور عند الشافعية اشتراط الزوج أو المحرم أو النسوة الثقات، وفي قول: تكفي امرأة واحدة ثقة، وفي قول نقله الكرابيسي وصححه في المهذب: تسافر وحدها إذا كان الطريق آمنا، وهذا كله في الواجب من حج أو عمرة، وأغرب القفال فطرده في الأسفار كلها واستحسنه الروياني، قال: إلا أنه خلاف النص
الحكمة من منع المرأة من السفر بغير محرم
أنا فتاة جامعيَّة متخصصة في الهندسة الكيميائية، درست الهندسة في بلدي، وأواصل الآن دراسة الماجستير، لكن بعد عامٍ من الدراسة، ومع ازديادِ طموحي، صِرتُ أُدركُ أكثر أن نوعية التعليم ووسائل البحث في بلدي غير كافية؛ لذا قرَّرت مُواصلة مساري في الخارج، مُخَطِّطةً لأصبح بإذن الله باحثةً أكاديميةً ناجحةً، وأستاذةً جامعيَّةً متميِّزةً؛ فأسعى حاليًّا لنيل مِنحة للدراسة في تركيا، واخترتُ تركيا بالتَّحديد؛ لأنه بلَدٌ مسلمٌ، ومتحضِّر، ولأني أودُّ أن أُسْهِم في نهضة أُمَّتي من خلال عملي في تركيا؛ الدولة المُرشَّحة لتصير إحدى الدُّول المتقدِّمة، ولتكون قائدةً للأمَّة، ثمَّ إنَّ حماسي لهدفي هذا، ووجودي في وسَطٍ مُحفِّزٍ وفاعِل كَتُركيا، يدفعني لأضاعف نشاطي، وأُقدِّمَ أحسن ما عندي، وأكون أكثر فاعليَّة، على عكس وسطي الحالي الذي لا يُشجِّع، بل يثبِّط، ولا يُؤَهِّل لمستوى عِلميٍّ رفيع، ولا إلى رُقِيٍّ إسلاميٍّ حضاريٍّ
حكم حج المرأة مع نساء بدون محرم
وَصْـلٌ : الظاهر إلحاق الأسفار الواجبة بالحج ، وهو المشهور
بل روى ابن عباس رضي الله عنهما أنَّه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ، وَلاَ تُسَافِرَنَّ امْرَأَةٌ إِلَّا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ» حكم سفر المرأة بغير محرم ومن جانبه قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن المرأة إذا أرادت أن تسافر فلا يوجد لها سن معينة لكي تسافر وحدها دون محرم
وهو قول عطاء وسعيد بن جبير وابن سيرين والحسن البصري أولا : دلت الأدلة الصحيحة الصريحة على أن المرأة ليس لها أن تسافر إلا مع محرم ، وهذا من كمال الشريعة وعظمتها ، ومحافظتها على الأعراض ، وتكريمها للمرأة ، واهتمامها بها ، والحرص على صيانتها وحفظها ووقايتها من أسباب الفتنة والانحراف ، سواء كانت الفتنة لها أو بها

سفر المرأة بدون محرم

وقد سُئلت اللجنةُ الدائمةُ: هل يجوز لها الإقامةُ بمفردها بدون مَحرم؛ من أجل تعلُّم الطِّبِّ؟ وإذا كانت إقامةً في وسَطِ جماعةٍ من النساء مع الظروف السابقة؟ فأجابت: إذا كانت إقامتُها بدون محرَمٍ مع جماعةٍ مأمونةٍ من النساء، من أجل تعلُّم الطِّبِّ أو تعليمِهِ، أو مباشرةِ علاجِ النساء جاز، وإن خَشيتِ الفتنةَ من عدم وجود زوجٍ، أو محرمٍ معها في غربتِها، لم يجُزْ، وإن كانت تُباشرُ علاجَ رجالٍ لم يجُزْ إلا لضرورةٍ مع عدم الخَلوةِ.

14
حكم حج المرأة مع نساء بدون محرم
وإذا لم يكن معها في سفرها لذلك زوج أو محرم كان حراما ، ولو كان السفر بالطائرة ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم متفق على صحته ، ولما تقدم من إيثار مصلحة المحافظة على الأعراض على مصلحة تعلم الطب أو تعليمه
السفر بدون محرم للضرورة
والظاهر أن اختلاف الروايات لاختلاف السائلين وسؤالهم، فخرجت جوابا لهم، غير أن أبا حنيفة رجح ابن عمر الأخير، ورأى أن لا يعتبر المحرم إلا في مسافة القصر
حج المرأة بلا محرم
والتأكيد في مسألة السفر على كونه كبيرًا أعظم منه في الخلوة التي لا يلزم فيها إلا كونه مميزًا يستحيى من مثله على الصحيح انظر ص