وأهم مرحلة يقدم فيها الإنسان البر إلى والديه هي مرحلة التقدم في العمر حيث يكونوا في أمس الحاجة لرحمة الأبناء وبرهم | مظاهر فضل الوالدين من مظاهر فضل الوالدين على أبنائهم، حمل الأم في أبنائها تسعة أشهر ليتغذّى من غذائها ويأخذ من صحتها، حتى يكبر جنيناً ويولد بصحة جيدة متكامل الخلقة، ومن ثمّ تربيته والاعتناء به والاهتمام بطعامه وشرابه، ونومه، وملابسه، ونظافته حتى يكبر، والعناية به وقت مرضه، ومتابعة دراسته والحرص على تعليمه، وتنشأته على الأخلاق الحميدة، وانتقاء الحياة السليمة له وتوجيهه لكل ما هو نافع منذ صغرهم وحتى كبرهم، إذ إن الأم تقوم بدور عظيم وتقدم لأبنائها الحنان والأمان، فمهما بلغت محبة الآخرين لهم لن يحبونهم كما الأم، فهي العطاء لأبنائها |
---|---|
فضل بر الوالدين في الدنيا والآخرة يعد بر الوالدين سببًا من أبرز الأسباب التي تجعل العبد ينال رضا الله وغفرانه؛ وذلك لأن بر الوالدين يعتبر شرطًا من شروط صلاح العبد ودخوله الجنة، فكلما زادت طاعة الإنسان ورحمته بوالديه زاد أجره عند الله وفيما يلي سنتعرف على فضل بر الوالدين في الدنيا والآخرة | »، وفرّج الله عنهم فرجةً رأوا من خلالها السّماء بذكر أحدهما إحدى قصص برّه بوالديه |
وقد جعل الله -سبحانه- برّ الوالدين في المرتبة الثانية في الأهميّة بعد ، ثم جعل الجهاد بعده في الفضل، وهذا الترتيب دليلٌ على أهميّة هذه العبادة العظيمة، ففي الحديث الشريف عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ الأعْمالِ أحَبُّ إلى اللهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها، قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ، قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثَني بهِنَّ ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي ، كما قَرَن الله -تعالى- في كتابه الكريم بين طاعته -سبحانه- وبين طاعة الوالدين لعِظم شأنهما، كقوله -تعالى-: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ، وبر الوالدين من كمال الإيمان، وهو من أحبّ الأعمال إلى الله -سبحانه-، وسببٌ في انشراح الصدر والنّور التامّ في الدنيا والآخرة.
12أخي المسلم : تأمل في هذه الفضائل؛ التي يفوز بها البار لوالديه | هنالك الكثير من الأشخاص فقدوا والديهم وهم أكثر من يشعر بهذه النعمة العظيمة التي أعطاها الله للآخرين، ويتمنى لو أنّه كان يمتلك هذه النعمة لكي يحمد الله عليها ليلاً نهاراً، ويقدّم كلّ ما بوسعه حتى يسعدهم، لذا من يمتلك أباً وأماً يجب أن يحافظ على برّههما ويشكر الله دائماً، ويجب أن يعلم كل منا أنّه كما يعامل والديه، سيعامله أبناؤه، فقد أوصى الله بهما في كتابه العزيز |
---|---|
أن يفوز البار لوالديه؛ برضا الله تعالى! فيديو تعريفي عن فضل الوالدين للتعرف أكثر عن هذا الموضوع شاهد الفيديو التالي |
هذا، ولكي تكتمل منظومة البر بين أفراد الأسرة فقد جعل القرآن الكريم صلة الرحم فضيلة من أعظم الفضائل، بل وحث المسلم على الالتزام بها؛ حتى ينال رضا ربه ورضا الناس من حوله.
13ما هو فضل وجزاء بر الوالدين والإحسان لهم؟ أولاً: افضل الأعمال في بر الوالدين | مكانة بر الوالدين هو إحسان الأبناء لأبويهم قولاً وفعلاً، بإحسان العشرة معهما وطاعتها بقدر الاستطاعة إلا في معصيةٍ، وهذا البرّ من أعظم القربات لله -تعالى-، وسببٌ من أسباب دخول ، وكسب رضا الله -تعالى- على العبد، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- حين سأله أحد الصحابة -رضي الله عنهم-: يا نَبِيَّ اللهِ، أيُّ الأعْمالِ أقْرَبُ إلى الجَنَّةِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى مَواقِيتِها، قُلتُ: وماذا يا نَبِيَّ اللهِ؟ قالَ: برُّ الوالِدَيْنِ، قُلتُ: وماذا يا نَبِيَّ اللهِ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ |
---|---|
وفيه الحث على برِّ الوالدين وبيان عظم ثوابه، ومعناه أن برهما عند كبرهما وضعفهما بالخدمة أو النفقة أو غير ذلك سبب لدخول الجنة، فمن قصر في ذلك فاته دخول الجنة وأرغم الله أنفه | وبهذا تعظيمٌ لبرّ الوالدين، ووجوب العناية بهما خاصةً في سنّ الشيخوخة، إذ يصبحان غير قادرين على خدمة نفسيهما، فيكونا بحاجة إلى من يخدمهم، ويُؤنس وحدتهم |
ووفقه وهداه إلى طريق النجاة.