تبارك الذي بيده الملك. خاطرة حول قوله تعالى: {تبارك الذي بيده الملك}

!! فلا تجرِّع نفسك إذًا الآلام سدًى، فتلقي بها في أحضان القلَق والاضطراب دون جدوى؛ فالملك ليس لك، وإنَّما لغيرك؛ وذلك المالك قادِر، وهو رَحيم، فاستنِد إلى قدرته، ولا تتَّهِم رحمته ؟ ثم زادهم تخويفاً فقال: أ كفرتم، وأمنتم من في السماء عذابه، سبحانه أن يرسل عليكم حاصباً ريحاً ترميكم بالحجارة التي تخصبكم وتهلككم
قال تعالى عن هؤلاء الداخلين للنار، المعترفين بظلمهم وعنادهم: { فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ } أي: بعدًا لهم وخسارة وشقاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي المانعة، هي المنجية تنجيه من عذاب القبر

سورة الملك مكتوبة كاملة بالتشكيل

.

حديث سورة الملك
ثم ندم الكفار، وصار يتحسرون
تبارك الذي بيده الملك
بل كنتم قليلاً ما تشكرون وقل لهم أيضاً هو الله ربي القادر الذي ذرأكم نشركم في الأرض لتعمروها عبادة الله وإليه في النهاية تحشرون فتحاسبون، وتجازون على الخير خيرا، وعلى الشر بمثله
سورة الملك
ويقولون استهزاءً متى يكون هذا الوعد أي: البعث، الذي تعدوننا وتخوفوننا به إن كنتم صادقين فيما تقولون
{ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ } فإنه الذي سخر لهن الجو، وجعل أجسادهن وخلقتهن في حالة مستعدة للطيران، فمن نظر في حالة الطير واعتبر فيها، دلته على قدرة الباري، وعنايته الربانية، وأنه الواحد الأحد، الذي لا تنبغي العبادة إلا له، { إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ } فهو المدبر لعباده بما يليق بهم، وتقتضيه حكمته
لا تحسب أنَّك مالك نفسك، كلَّا؛ لأنك لا تَقدر أن تُدير أمورَ نفسك، وذلك حمل ثقيل، وعِبءٌ كبير { تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ } أي: تكاد على اجتماعها أن يفارق بعضها بعضًا، وتتقطع من شدة غيظها على الكفار، فما ظنك ما تفعل بهم، إذا حصلوا فيها؟" ثم ذكر توبيخ الخزنة لأهلها فقال: { كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ } ؟ أي: حالكم هذا واستحقاقكم النار، كأنكم لم تخبروا عنها، ولم تحذركم النذر منها

تبارك الذي بيده الملك

{ وَهُوَ الْعَزِيزُ } الذي له العزة كلها، التي قهر بها جميع الأشياء، وانقادت له المخلوقات.

19
سورة الملك مكتوبة كاملة بالتشكيل
؟ وهنا لا يستطيعون الإنكار: حيث قالوا لهم مجيبين: بلى قد جاءنا نذير ودعانا للإيمان، وتوحيد الله فكذبنا هم، وقلنا في الدنيا لهم ما نزل الله مما تقولون من شيء بل قلنا لهم إن إنتم إلا في ضلال كبير بعيد عن الحق
سورة الملك
!! فيؤمن بقدرته: فإنه يلفت نظره هذه المرة آيات في نفسه هو، ليستدل بذلك على قدرة الله، فيؤمن بقدرته
سورة الملك
وذلك ليبلوكم أي: يختبركم أيكم أحسن عملا وأكثر استعداداً في حياته لما بعد الموت وهو سبحانه العزيز الذي لا يفر منه عاص ولا ظالم الغفور للتائبين عن ذنوبهم
وفي الآية إثبات العلو لله تعالى, كما يليق بجلاله سبحانه الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن سورة الملك ورد في فضلها جمع من الأحاديث وفيها أنها تشفع لصاحبها وتنجيه من عذاب القبر، والظاهر ـ والله أعلم ـ أن التنجية إنما تحصل لمن احتاج لها من أهل المعاصي والذنوب، وقيل إنها تمنع من المعاصي التي توجب عذاب القبر: ففي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر
{ قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ } أي: بثكم في أقطارها، وأسكنكم في أرجائها، وأمركم، ونهاكم، وأسدى عليكم من النعم، ما به تنتفعون، ثم بعد ذلك يحشركم ليوم القيامة

(4) ما صح وما لم يصح في سورة الملك

الذي خلق بقدرته سبع سماوات طباقاً على نحو بديع رائع.

18
تفسير أول سورة الملك
وأعظم من ذلك وأكبر، رضا الرحمن، الذي يحله الله على أهل الجنان
فضل قراءة سورة الملك
وفي رواية عنه: من قرأ تبارك الذي بيده الملك كل ليلة منعه الله عز وجل بها من عذاب القبر، وكنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نسميها المانعة، وإنها في كتاب الله عز وجل، سورة من قرأ بها في كل ليلة فقد أكثر وأطاب
فضل قراءة سورة الملك
فهو سبحانه: الذي بيده وحده كله، يتصرف فيه كيف يشاء، لا معقب لحكمه، ولا راد لقضائه وهو سبحانه على كل شيء قدير