أما الصوفيون ، فإنهم يعتبروه مرتبة فكرية إدراكية معرفية ، و هي ذكرت في القرأن و تم تفسيرها من خلال الأحاديث الشريفة وتبنتها الفرق الإسلامية بفروقات بينها | |
---|---|
ب- قسم ينعم في القبر، وهم الأنبياء والأولياء ونحوهم | عند أخذ الملائكة للروح المؤمنة تصادفها الأرواح الأخرى سائلة لها عن أهلها في الدنيا فترد الملائكة أن اتركوه فإنه كان في همِّ الدنيا ولم يقولوا في همِّ الموت وسكراته فهل حياة للمؤمن أفضل له من حياة الدنيا - ولو كان في الدنيا يعيش في قصور - وهل حقًّا أن الدنيا بالنسبة للبرزخ همٌّ وغمٌّ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن نعيم المؤمن في دار أكمل منه في دار الدنيا، قال الشيخ ابن عثيمين: حياة حياةٌ بين حياتين وهذه الأنواع الثلاثة للحياة تكون من أدنى إلى أعلى فحياة أكمل من الحياة الدنيا بالنسبة للمتقين؛ لأن الإنسان ينعم في قبره ويفتح له بابٌ إلى الجنة ويوسع له مد البصر |
البرزخ عموماً هي فكرة عن عالم غير ملموس يتم استعمالها في الإسلام ، و معنى البرزخ اللغوي هو أنه مكان يفصل ما بين شيئين أما أكثر المسلمون فإنهم يقومون بإطلاق حياة البرزخ على العالم الذي يفصل بين عالم الموت و يوم القيامة.
11ويقال إنّ البرزخ هو: فسحةٌ ما بين الجنة والنار | أما الصوفيون، فيعتبروه مرتبة فكرية إدراكية معرفية |
---|---|
عذاب القبر ونعيمه إنَّ العبدَ إذا فارَقَتْ رُوحه بدنه فإمَّا أن يُنَعَّم في القبر وإما أن يُعَذَّب، وهذا الحالُ ينطبقُ على البشرِ جميعاً، من جميع والملل، والصحيح أن يُطلق على ما بعد الموت حياة البرزخ، وتشمل الحياة البرزخية مرحلة ما بعد الموت، فإنّ العبد بعد موته ينتقل من الحياة الدنيا إلى الحياة البرزخية، فحياةُ العبد كما ذكر الشيخ صالح بن عبد العزيز ثلاث مراحل: الحياة الدنيا، والحياة البرزخية، والثالثة هي الحياة وهي دار القرار | أما ، شيخ الصوفية، فقال أن البحرين هما البحر الهيولى الجسمانية، الذي هو الملح الأجاج، وبحر المجردة الذي هو العذاب، أما البرزخ فهو النفس الحيوانية التي ليست في صفاء الأرواح المجردة ولطافتها |
و منها قوله تعالى فبما أخبر عن آل فرعون،{النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} غافر:46 ، فالكفار أرواحهم معذبة وأجسادهم ينالها نصيبها من العذاب حتى يبعث الله الجميع ثم تسير أرواح المؤمنين إلى الجنة وأرواح الكفار إلى النار، هؤلاء مخلدون في الجنة وهؤلاء مخلدون في النار.
12وعندما يأتي المَلكان إلى الإنسان ويُعيدان روحه إلى جسده؛ يسألونه عن ربّه، ودينه، ونبيّه، فيُجيب المؤمن: ربّيَ الله، وديني الإسلام، ونبيّي هو رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ويُثبّته الله -تعالى- على ذلك، لِقولهِ -تعالى-: يُثَبِّتُ الله الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ، فيُفرش له في قبره من الجنّة، ويُلبَس من الجنّة، ويُفتح له باباً إلى ، وأمّا الكافر فيُجيبُ بلا أدري، فيُفرش له من النّار، ويُلبَس من النّار، ويُفتح له باباً إليها، ويُضرب بمزربةٍ من حديد، فيصرُخ منها فيسمعهُ ما بين المشرق والمغرب إلّا الإنسُ والجنّ، ثُمّ يصير تُراباً، ثم تُعادُ إليه ، وقد جاء ذلك في روايات صحيحة | ومع كل ما ذكر اعلاه عن حياة البرزخ، يؤمن المسلمون أن هنالك الكثير من الحقائق التي لا يعلمها إلا الله ولا يدركها إلا الميت نفسه، وعلى العبد المسلم الإيمان والتسليم بمقتضيات الموت وأن يعلم أنه ملاقي ربه في يوم من الأيام |
---|---|
وينتقل الأموات من الحياة الدنيا إلى البرزخ، ويحصل الانتقال للحياة البرزخية بمجرد الموت | وقد استدل على القسم الأخير بالآيات الكثيرة التي تشير إلى مفاجأة الناس وتسائلهم عند البعث، كقول الله تعالى: قَالُوا يَا وَيلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَرقَدِنَا يس:52 ، وقوله سبحانه: إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَه الحاقة:20 |
حيث استأثر الله جل علاه علم الغيبيات عنده فلم يمكنه من أحد قط وميعاد قيام الساعة هو من الغيبيات الذي لم يعلم عنها أحد شئ ولا نبي الله محمد الذي أنعم الله عليه بمشاهدة العرش الربانى.
2